رضا أحمد - شاعرة مصرية 
تركتك في أغنية خلفي؛
أتذكر شعورك بالبرودة وبطعنات اللحن الرتيب
كنت تفضل أن تخرج من ألة نحاسية،
صوتي الناعم لا يحميك
بالكاد يذوب مع الموسيقى في الحناجر قبل أن تذبل
وتتلاشى تماما كالشفق في عرين الليل،
يدك بيضاء بيضاء
وهي تشكر الرب
وهي تقلب الكلمات في أذني
وهي تلتقط ما يجعلني أعرفك بلا صفات
وأبكي ذاكرتي الهشة
وضآلة قاموس الألم حين نعبر الجمل
متجاورين بلا صفعة أو قبلة.
ستجيء كما علمتني أمي أصول الحكاية:
الرجال بيوت صغيرة
تقاتل لتحلق فوق الأرض؛
طابق كافي ومن الممكن طابقين ثلاثة
ولكن من المؤكد أن هناك سطحًا فوقه كراكيب وشارب
وفم يذبح الكلمات وينتف ريشها
قبل أن تقع في غرام امرأة
وتغرد بلغة تعرفها
أو تدخل في جدولة العهود وتصير وثيقة إدانة،
والنساء منذ الأزل طيبات نوعا ما
متسامحات حين يكون بحوزتهن المفاتيح فقط؛
يعلمن أن تلك الوحوش العمياء غافية فوق مهاد يتأرجح؛
لا دراية لها بالجيولوجيا ولا بقوانين الجاذبية،
ستنهار يوما ما
وهي تحاول التماس الثقة بسرد مخاوفها الكاملة
حتى على حصى الطريق
قد يكون بسبب الوحدة أو حب الفضول
ولكنه سيحدث في النهاية لا داعي للقلق،
أأريت؟
من الجيد أن تتعثر بعض الوقت
وتسقط كومة واحدة في حضني
وحين تبدأ بتذكر أول كدمة وثقب في قلبك
ستعرف أن النوافذ الجيدة في بيتي
تبدأ من الشمس ولا تنتهي تحت الطين فقط.