نزار العوصجي

أظهرت ما يسمى ( بالعملية السياسية ) في العراق قبل أيام صفحة جديدة من صفحاتها السيئة ، واحتوت هذه الصفحة على مخطط اريد له ان يبدوا جديدا على الرغم من كونه قديما ومكررا في حقيقة الأمر ...

ولذلك فإن ترشيح عدنان الزرفي لتولي منصب رئاسة الوزراء ، ما هو الا فبركة سياسية جديدة تمت بتوجيه إيراني صرف ، يمرر بدهاء وإتقان وبحرفية المجوس ، تحت عباءة امريكية . دهاء يظهر مالا يبطن من خفايا الامور والأوامر التي تساق إلى زعماء عصابات السلطة ( الذيول ) ، عبر توجيه من سيدهم خامنئي ، لغرض امتصاص غضب الشارع المنتفض ، وركوب موجة ما يسمى بالاصلاح الجذري والذي يهدف فيما يهدف إلى القضاء على الميليشيات المنفلتة المرتبطة بالحرس الثوري الايراني ، وهذا هو المستحيل بعينه ، فالكلاب لا تأكل لحم بعضها حتى وإن جاعت ...


ولقد ظهر ذالك جلياً من خلال ما روج من مقدمات مشوقة ، لتهيئة المواطن ذهنياً وفكرياً ، عن حصول الزرفي على ٢١٦ صوت مؤيد من الكتل النيابية ، كفيلة بتمرير عملية التكليف ، مقابل اعتراض ٧٨ صوت ينتمون الى العصائب ، بدر ، دولة القانون ، عطاء ، الفضيلة ، رغم علم تلك الكتل انها فاقدة للشرعية في تمثيل الشعب ، وانها لا تنتمي للعراق وشعبه ...

ان الهدف من كل هذا هو ايهام الشارع المنتفض ، بان التغيير المنشود قادم بقوة هذه المرة ، بأرادة العم سام ومباركته ، وتلميع صورة عدنان الزرفي المشوهة أصلاً ، كونه مدان ومحكوم عليه من قبل القضاء العراقي ، بالاضافة إلى انه يحمل الجنسية الامريكية وهذا ما يتنافى مع أهم مطاليب الثوار ومواصفاتهم التي اكدوا عليها مراراً وتكراراً في ساحات العز والكرامة ، منذ اليوم الاول لانطلاق الانتفاضة المباركة في اختيار رئيس مجلس الوزراء للمرحلة القادمة ...

ان من اشد الامور استغراباً في هذه الصفحة السياسية هو إمكانية ترويض مقتدى الصدر وازالة الخلاف الحاد المزمن بينه وبين عدنان الزرفي ، واقناعه بالموافقة على الاشتراك في اللعبة القذرة للحفاظ على ما تبقى له من ماء الوجه  بعد ان اصطدم بحقيقة الرفض الشعبي الواسع لشخصه ولتياره الاجرامي ، مما يعطي مؤشر يؤكد صحة رؤيتنا وقرائتنا للوضع القائم ، وان السيناريو الايراني القديم الجديد بات مكشوفاً ، وهو الاقرب لما يجري على الساحة الان ، رغم كل محاولتهم المفضوحة في تغير الممثلين والكومبارس ...

لن يمر مخططكم مهما فعلتم ، وان غداً لناظره قريب ...

لله درك ياعراق الشرفاء ...