خلود الحسناوي - بغداد 


بعد ان يدب التعب في بدني أخر النهار ، وبعد صراعات ومد وجزر أراني أخطو بخطواتي المتباطئة نحو سريري ، وما ان أضع رأسي على وسادتي حتى أشعر  بدبيب يسري في بدني وكأنني أغفو فوق موجة من بحر الهموم وقد هدأت قليلا .. وبعد شريط قصير للذكريات أغمض عيني تارة وأخرى أفتحهما حتى تأخذني إغفاءة حتى الصباح دون شعور ، فما ان أغمضت جفوني حتى أيقظني بهمسه وهو يقول : اسرعي  فقد برد الشاي وهذه قهوتك أعددتها كما تحبين ، 
تعالي لنتناول طعامنا سويا كما العصافير تناغي أحدها الأخر وهي تتناول طعامها فمرة يطعمني بيده لقيمات ومرة أطعمه بيدي لقيمات أخر ، أشيح بنظري نحو فنجان القهوة وقد أعده بيديه اللطيفتين ، إرتشفت بعضا من قهوتي الصباحية وعلى أنغام فيروز وهي تغني : أنا لحبيبي وحبيبي الي ) شعرت بأني له فعلا وهو لي ، لحظة مرت والصوت يرتفع .. صحوت فوجدتني بسريري وعلى وسادتي دمع تساقط من عيني بعد ان أدركت إنه حلم ومضى .. كم أحلم أن
أشاركك  صباحك وتشاركني قهوتي .. ياأنت....
لو تعلم إنك كصرخة عالقة في فم أخرس. ..
هكذا هو حنيني إليك..
شوقي إليك يفيض ويفيض وينبض الفؤاد بك وأراك تنهض من عروقي .. 
لتثور ثورتك المعتادة لتستقر في أعماقي .