محمد البغدادي

يتجلى التكاتف الوطني بأروع صوره المشرقة بين مكونات الشعب العراقي في المحن والبلايا وهي مواقف لا تعد ولا تحصى مما يؤشر بوضوح أن العراقيين جذروا في تاريخهم الناصع نبتة النخوة الصلبة والغيرة والتعاون والتآزر ، ما يعد سمة يشار بها بالبنان الى العراقيين من قبل العالم في كل مكان يتواجدون فيه.
كورونا وضعت الجميع في دائرة الخطر ، لا أقصد هنا " الخوف " بل هاجس " فوبيا " الموت " لكن الإرادة العراقية لم تقف عند حدود عداد المصابين والمتوفين والذين تعافوا من ذلك الوباء بفعل الجهود المضنية للجنود المجهولين في وزارة الصحة العراقية بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية والتنسيق عالي المستوى مع مديريات الصحة في المحافظات العراقية كافة بأشراف ورعاية ودعم خلية الأزمة الحكومية .
ما نشاهده عبر مواقع التواصل الإجتماعي بمختلف منصاته والقنوات الفضائية الوطنية من شباب مندفعين نحو التطوع لخدمة واسناد الجهد الوطني لوزارة الصحة وخلية الأزمة الى جانب تطوع أصحاب الفنادق والمحال بتخصيص أملاكهم للمصابين بكورونا بأشراف وزارة الصحة والتبرعات السخية من قبل البنوك المحلية للبنك المركزي التي بلغت لغاية اليوم الثلاثاء 24 آذار 2020 44 مليار دينار عراقية هبات لإستشفاء مرضى كورونا إنما يقدم نموذجا اكبر وأروع من كل الملاحم التي سطرها شعبنا في معارك مصيرية قل نظيرها في الوقوف الى جانب الدولة كتفا الى كتف لدعمها في محاربة الوباء .
نحن أما رؤية جديدة بالتعبير بلغة الوطن والوقوف المصيري جنبا الى جنب لإحداث الهزيمة بعدو شرس " كورونا " ولغة الخوف برغم صمت الشوارع والمولات والأسواق ومقاهي الشباب التي كانت تعج بلعبهم ومزاحم ، برغم ذلك يحض بعضهم البعض التحلي بروح الأصرار والقوة لمواجهة كورونا مما يعكس تاليا قوة المواجهة والقبول بضراوة المعركة .