محمود بريمجَة - سُوريةُ .


أيُّها الواثبُ إلى العَلياءِ مَهْلاً
هاكَ يَدي وَ لْنَنْطلقْ معاً
و نَصنعِ النُّورَ لِشَعبِنا
فقلبي يَهفو للشَّمسِ و سَنا الآفاقِ
إنَّ لَذَّةَ الحياةِ كِفاحٌ و عَلياءُ
و سِرُّ السَّعادةِ ثَناءٌ بعدَ جِهادِ
أَلا تَوَدُّ رَفيقاً لطريقِ الوُثوبِ ؟
خُذْني معَكَ ، وَ لْنَكُنْ صِنوانِ
فَرِفقةُ الكِفاحِ أجملُ قِصَّةٍ
☆      
هيَّا بِنا نَنفُضْ غُبارَ الصَّمْتِ
و نسحقِ اليأسَ و التَّسويفَ
فقدْ أشرقَتْ شمسُ الحياةِ
و ذابَ الخَوفُ و الجُمودُ
اليومَ نشُقُّ دربَنا
نطلُبُ الحُرِّيَّةَ لشعبِنا
فلا خُنوعَ بعدَ اليومِ
إنَّهُ فجرُ الخَلاصِ الموعودُ
      
لقد سَئِمْنا الجُوعَ و تَضميدَ الجُروحِ
و تذوُّقَ أنغامِ الأنينِ و مَواويلِ الرَّثاءِ
أنتَ الطَّامحُ لِرُكوبِ الآفاقِ
المُحطِّمُ جُدُرَ الخُنوعِ و الإذلالِ
و أنا أتحيَّنُ نُهوضَكَ
لِنُقوِّضَ أركانَ الظُّلمِ و الظَّلامِ
و نسلُكَ سبيلَ الكرامةِ و الهَناءَةِ
هيَّا بِنا نُباركِ الثَّوَرانَ
ثَوَرانَ أنفُسِنا في وجهِ الطُّغيانِ
      
إنَّ الطُّغاةَ مزَّقوا أحلامَنا
أفسدُوا عَيْشَنا ، و أعتَموا آفاقَنا
منَ الرَّغيفِ و أنسامِ البقاءِ حَرَمونا
و بالأشرارِ و المُفسِدينَ لَقَّبونا
و سوى النُّهوضِ لم يُبقوا بُدَّاً لنا
فهيَّا إلى الثَّورةِ .. هيَّا إلى الحياةِ
وَ لْتكُنْ روحُنا فِداءَ العِزَّةِ و كرامةِ الإنسانِ
      
أيُّها الواثبُ .. لا تتمهَّلْ
فهذا يومُ الوَثبةِ و انتزاعِ المَسلوبِ
و إيقادِ جُذوةِ الثَّورةِ في النُّفوسِ
فلا طأطأَةَ بعدَ اليومِ و لا رُكونَ
لا أشواكَ تُثقِبُ هالةَ شمسِنا
و لا أقدارَ تُجهِضُ هِمَمَنا
فهذا يومُ النُّورِ .. و العيشِ في ظلِّ الحُبورِ