محمود الجاف 

من الامثال والعِبَر التي يَجب فهمها والاستفادة منها وقصتهُ : ان شخصان تحالفا على ان يُساعد أحدهُما الاخر في كُل الاوقات . ويوما ما ذهبا الى الصيد . فرزقهما الله غزالا وارنبا . فعادا مَسرورين الى ديارهم . كان احدهُم قويا غدارا والثاني ضعيفا طيبا . وعندما جاء وقت القسمة المَحَ الشرير الى الفقير وكشَر عن انيابه وقال ( تريد ارنب اخذ ارنب . تريد غزال اخذ ارنب ) فرضي وآثرَ السكوت ...
عندما نكون ضعفاء يفرض الاقوياء علينا شروطهُم . ولكن عندما نتوحد نُصبحُ كالمَوج الهادر لايقفُ امامنا احد . واعلموا اننا في كل الاحوال محكوما علينا بالموت . كل العراقيين بلا استثناء من الشمال الى الجنوب عدا من باع دينهُ وارضهُ وعرضه ورضي ان يكون عبدا لملالي طهران فهُم يستخدمونهُ حتى تنتهي صلاحيته ثم يرموا اشلاءهُ الى الكلاب ...

في الحقيقة أنا اعترف اني احيانا أشعر بالعجز وخيبة الأمل من كُل من حولي . خصوصا عندما انظر الى الاطفال وهم يتخبطون في الاوحال في طريقهم إلى المدرسة . يبتسمون ويحلمون بالسعادة . لكنهم لا يعلمون اني رأيتها تنزف حتى الموت على قارعة الطريق منذُ ان دخل الصليبيون الجُدُد ودليلهُم الابدي الذي ارتدى لباس الدين . رغم انهُم يُوزعون الالم والقسوة والصُراخ بالتساوي . لكنهُم جبناء لا يستطيعون مُواجهتنا الا بالحديد والنار واطلاق جرائهم المسعورة التي صدقت انهُم قادرين على ادخالهم الجنة التي لن يروها حتى في احلامهم . للأسف أحيانا يتفوق الشر على الخير وتتغير الصورة وتتجمع الغيوم وتقيدنا أساور الخوف . ولكن في نفس الوقت يكتبُ آخرون قصائد جميلة ... 

اعرفُ ان الدُنيا ساحة حرب والكثير فيها اعداء حقيقيون . وهذا هو سبب مُعاناتنا فنحنُ نذكر بوضوح مُرعب كلماتهم وان كل ما حولنا كان شيئا مُدمِرا وإنني أدور في دوامة لا حدود لها . سواءا كانت عتب أو كراهية فأحيانًا يتوقع من حولي بأن مُخيلتي تختلق الأحداث وترسم صورة مُرعبة . كوارث كثيرة تحدث في حياتك . هذا إذا استمرت الحياة ... قد تعجبون من تشاؤمي وأنا الذي يُوزع الأمل والإبتسامة دوما ولكنني كنت أعوض هذا الحُزن الدَفين في الانجازات . هذا العالم الرائع الذي تعلمتُ منهُ الكثير من الدُروس التي أضفتها إلى قَواميسي . كثيرًا ما كنت أفكر ... لو حدث وسلبوني حريتي وقيدوا أحلامي ما الذي سيحدث ؟

وعندما تعلمت الحديث طردوني لأني أتقنت فنَّ الكلمات وهذه هي الحقيقة ! عانيت سنوات طويلة تكفي لتثير كما هائلًا من الالم في داخلي . وآن الأوان لأتركها خلفي . دَعوا الظالم لأنهُ ان لم يُدمر نفسهُ سيلقى جزاءهُ من الله وتذكروا فرعون الذي كان يقول ( مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ ) غافر . 29 . كثيرون مثله تسلطوا واستبدوا اليوم : سفكا للدماء وعدوانا على الأحياء وبقرا لبطون الحوامل وقلعا لعيون الأطفال وهدما للبيوت . تجويعا وإهانة واستيلاءا على الأموال . استعبادٌ كامل . قال تعالى على لسان فرعون ( سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءهُمْ وَنَسْتَحْيِي نِسَاءهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ ) الأعراف 127 ... يقولون انهم لا يستطيعون أن يخرجوا عن حكمنا وهذا غاية الجبروت ولهذا جاء امر الله (وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ (50 ) البقرة ... اين قارون الذي آتاه الله الكنوز ؟ ما تنوء بثقله العُصبة أولي القُوة فبغى على قومه فماذا كانت النتيجة ؟ 

قال تعالى ( فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِن فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ المُنتَصِرِينَ ) 
القصص 81 ... 

يقول ابنُ القيِّم

اذا كُنتَ في نِعمة فارعَها فان الذنوبَ تزيل النعَم
 وحطها بطاعة ربِ العباد فربُ العبادِ سريعُ النقَم
 واياكَ والظلم مَهما استطَعت فظُلم العبادِ شديدُ الوخَم
 وسافر بقلبك بينَ الوَرى لتُبصرَ اثار مَن قد ظلَم

واخيرا قيل ان رجلا رأى صيادا يحملُ سمكة كبيرة فذهب إليه وضربهُ وأخذها منهُ . وهو في طريقه إلى بيته قضمَت أصبعهُ مما تسبب في ألم شديد . ذهب إلى الطبيب فقال أن عليه ان يَقطع أصبعه حتى ﻻ ينتشر المرض في جسده فلم يُوافق . وفي اليوم التالي ازداد الالم فعاد اليه فقطع ذراعهُ وروى له هذا الحديث : عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث معاذاً إلى اليمن وقال له : ( اتق دعوة المظلوم فإنها ليس بينها وبين الله حجاب ) 

والى شعبنا الحبيب اقول : بعد ان غُرسَت مَخالب الشر في جَسد الامة لاتتوقعوا منها ان تنسحب بسهولة . لابد ان تقطعوها وللابد والا لن تخرجوا من هذا البُؤس والضياع والعبودية التي جركم اليها عُملاء الصليبيين واليهود . الصفويين الجدد . عمائم الشياطين . وستبقون ترقدون في الطين . بعد الدعاء الدائم عليهم الى الله المُنتقم الجبار والرجوع اليه علينا اولا التحرك على الدول والشُعوب والقوى الوطنية والشعبية العالمية واعادة التنظيم والعمل الاعلامي والامني والسياسي المُوحد والدعم الحقيقي للقوى والاشخاص المُؤثرين العاملين والموجودين في الداخل والخارج . ولن تحصلوا على وطن حتى توحدوا الراية والغاية والهوية او تحملوا البندقية . والا لن تنتصروا ابدا في هذه القضية . وصدقوني تاليها الما يرضى بجزة . يرضى بجزة وخروف ...