بنين السعدي

انا فتاة في العشرين من عمري . اعيش مع والديَّ واخواني الثلاثة الذين اكبرهم سنآ . ليس لدي اخت وهذا أمر مُحزن . ويوما ما تدهورت صحة امي كثيرا بسبب اعمال المنزل وانا طالبة جامعية ولم تتحمل كل هذا التعب فنقلت الى المُستشفى ...


كنتُ خائفة من ان يُصيبها مكروه فقد كانت صديقتي اكثر من كونها امي . 
لم اكن استطع ان الصبر وانتظار الاخبار عن حالتها ولهذا ذهبت اليها مُسرعة وعندما كنت في سيارة الاجرة كانت افكاري مشتتة لاني لم اكن اعلم ما الذي ساعرف عند وصولي او مالذي ساراه . لم اكن ايجابية في تفكيري ابدا لاني تصورت اني لن اراها مجددا ... نعم انا اعلم انني بهذا الجنون ولكن هذا ماكنت افكر به . لقد طال الطريق . ياالهي الم نصل بعد . قلبي ... ينبض بقوة . واخيرا وصلنا . دخلتُ مُسرعة الى الاستعلامات . وسالتهم لو سمحتم ما اخبار الحالة التي وصلتكم قبل قليل لامرأة في الاربعين من عمرها ؟
قال احدهم : نعم هي في قاعة الطوارىء . جريت بسرعة لاحاول ان ارها لاخر مرة ... ولكني عندما وصلت وجدت ابي عند الباب وهو بتسم !

مبتسم وامي بهذه الحالة ؟
بل يكاد يطير فرحا . سالتهُ كيف حالها ؟

احتضنني وقال لاتخافي حبيبتي فامك حامل ! 
ماذا ... كيف ؟
كيف حصل هذا ؟
 اليست سيدة كبيرة ولا تستطيع الانجاب ؟
مالذي تقوله ابي ؟
لابد انك غير متأكد ؟ 
احتجتُ الى لحظات لأهدأ . ثم عدت لأسالهُ مرة اخرى ...
 ابي كيف حال امي ؟ ...
  اجابني : الم تسمعي ماقلت ؟
امك حامل في الشهر الثالث ...
طيب اذا لماذا تدهورت صحتها ؟ هل هو امر طبيعي ؟
قال : بسبب عمرها حصل لها هبوط في الضغط .
قلت : هل يمكنني ان اراها الآن ؟ 
قال : نعم ولم لا
المُهم انها بصحة جيدة
احتضنتها وقبلتها ... وقلت لها الحمدلله على سلامتك لقد اخفتني كثيرا .
قالت : انا بخير حبيبتي لا تقلقي
وبعد فترة بدأت اعراض الحمل تظهر عليها وكانت تتعب كثيرا وكان عليَّ ان اتحمل المسؤلية ... وفي الشهر السادس كانت متشوقة لمعرفة جنس الجنين وكنت اود ان ارافقها رغم انني غير سعيدة بحملها لكنني كنتُ مشغولة بأعمال البيت ... 
ذهبت مع ابي للفحص ... وحين عادوا سالتهم ما هو جنس الجنين؟ 
واخيرا جاء الجواب انها فتاة !
ماذا ؟! هل ستكون لي اخت بعد هذا العمر ؟
هل ستشاركني في امي وابي ؟
هل سيحبونها اكثر مني ؟
هذه هي الحياة . ولادة وموت . 
تنتهي حياة وتبدأ اخرى ...