علي السوداني 

أمّا القوم الذين رسمناهم فوق تاج مكتوبنا الليلةَ ، فهم من الكائنات البشرية الشاذة الملعونة غير السويّة ، وهم يشبهون أشباههم من تجار الحروب والكوارث الطبيعية وما حولها ، ومن حسن حظ الأوادم أنّ هؤلاء هم قلة قليلة بمواجهة الحب الإنساني الراسخ ، لذلك لا تخافوا منهم أبداً ولا تحزنوا ولا تقنطوا ولا تيأسوا ، فتنثلم آدميتكم وتكونوا من الخاسرين النادمين .

ستلتقي كلّ يومٍ بواحد منهم حتماً ، عندما تذهب الى الصيدلي أو الحكيم أو بائع الخضار والخبز والوهم أحياناً ، وفي جيبك كمشة دنانير قليلات تدبرتها بالشافعات النازلات المبروكات المولودات من شهقة دعاء مستجاب بقوة المصادفة الحسنة الطيبة !!
وساعةَ تخرج الى الشارع حاملاً بفمك سلاح اللغة الواضحة ، مطالباً الحاكم الحرامي القاتل الخائن الذيل الذليل العبد الرخيص ، بأن ينكنس من فوق ظهر وقلب البلاد العليلة ، سيخرج لك هذا الوحش من شرفة قصره الشاهق ، وسيقول لك ارجع يا ولدي قبل أن يفتك بصدرك الغض العاري فايروس كورونا اللعين !!
سيظهر الجزء الغاطس الطامس من التوحش البشري ، وأنت تقرأ دعاء شريراً من واحدٍ يتمنى رحلة سعيدة وغزوة ناجحة للسيد كورونا ، ببلادٍ قريبة أو بعيدة حاكمها والذين معه أشرار قتلة أوغاد ، وهو الآن يتمنى كارثة عظمى تفتك بناسها الأبرياء من جريرة الحاكم !!
وعندك أيضاً وأيضنات ، كائنات اخرى مطورة ومتجددة ومنفلقة ومراوغة وقذرة ، بمقدورك العثور عليها وأنت تقلب وجهك وروحك اللائبة على حائط الفيسبوك وأخوته بالرضاعة من نفس ثدي الدكان الألكتروني الحيّال ، وهؤلاء شغلتهم نفخ الوجع وتسمين الرعب ونسج الكذب وترويج الفزع ، وهم في ذلك الفعل الجبان إنما يداوون بعض جروحهم النفسية النائمة !!
والآن يوجعنا أن نختم كتابنا هذا بلمعة كورونوية جديدة :
لا تغضب إنْ سقطتَ فوق رصيف شارع ، ولم تجد من يعينك على الوقوف ثانيةً .
ستكونَ بموضعِ شبهةٍ ، وستتفرّج عليك المارّةَ عن بعدٍ أمين ، وقد تدوسك أقدام المتعجّلين .
إمنحهم آخر ابتسامةٍ ممكنةٍ ، كي يعودوا إلى بيوتهم سالمين !!