نيسان سليم رأفت 

وهو يجلسُ على ظلامِ حلمي النحيف
 لم تعدْ لغة الممكنِ تناسبني حينَ ترقدُ ظلالي 
على رفوفِ أواني الخزفِ المعمرة
 .. وأنا ما زلتْ حتى الآنَ 
أطحنُ بيدي حباتِ القهوةَ
وفي كلِّ مرةٍ كنتُ أستشعرُ معها 
كيفَ تركضُ على جلدي رائحتُهم 
وتلاحقُ هواجسي في الليلِ
حينَ أفردُ جدائلي النحيلة 
على أكتافي العارية من رؤوسِهم 
أخافُ أنْ أقولَ أنّي فشلتُ 
في تذكّرِ أماكن ملامحِهم 
لهذا أصبحتُ أضيءُ الشموعَ 
فوقَ قبورٍ لا أعرفُ أصحابَها 
وأعالجُ غيابَ الذاكرةِ بصورٍ مجهولةٍ
 ثمةَ حسرةٌ كثيفةُ الشعرِ 
في صدري .......
وشيطانٌ يصارعُ الأصواتَ في رأسي،
 يطالبُني بفتحِ أبواب الهجرة ِ
إلى بياضِ الورقِ ....
لترتسمَ عليهِ بخطٍ أسود 
عميق كجراحِ قلبي التي إلتأمَتْ 
تاركة علامةً تحرقُني إلى الأبدِ 
كلما نظرتُ فيها مطولاً 
على ذلكَ الكرسي الخشبي 
كانَ يجمعُ عشاقاً فيما سبق 
لكنّهُ الآن َ كطفلٍ أعلنَ والداهُ الانفصالَ 
لا يدري أيّهما يختارُ،
 عندما رأيتهُ في زاويةِ الذينَ ...
لا يطالهم هذا الحزنُ 
لسببٍ ما، غمرتني السعادةُ، 
كانتْ إبتسامتُهُ ......
تجعلُ من الحزنِ أمراً سهلاً
لمْ يكنْ الأمرُ مستحيلاً
 حينِ أقنعتهُ بأنَّ كلَّ هذهِ الرسائل 
قد أخطأتْ عناوينَها
 لم نكنْ نحنُ ولا فينا 
من أختارَ العيش في هذهِ المدنِ القاسيةِ .
طوال هذا الخبث 
وأنا أحاولُ أنْ أَجد َ مكاناً هادئاً
حتى غرقنا بعذاباتِ الأولياءِ
 وهم يبحثون عن حقيقة ِكذبهم في "الوجود " 
من بطونِ ألفِ سفرٍ مزيفٍ 
كلُّ الرسائلِ أخطأتْ عناوينَها 
لم نكنْ نحنُ ولا فينا مَنْ أختارَ ...
نبياً ....