سَوسَن الشبول

لَم تكن فقط توجيهات ملكيّة وإنّما تضمّنت رجاءً من الأخ الأكبر وربِّ الأسرة الكبيرة لكلِّ واحدٍ منّا أن يحافظ على نفسه وعلى الآخرين ، طمأَن أبنأءَه بأنّ جهود الحكومة كلّها مُنصبّة على حماية المواطن وصحّته والّتي تعتبر الأولويّة الأولى له .
كان رجاء الأب والقائد ، أراد أن يوضّح أنّ تلكَ الجُهود لَن تنجح إلا إذا كنّا شعباً على قدر من المسؤوليّة وَنتعاون جميعاً بالتزامنا بالتّعليمات ومتابعة المستجدّات وعدم مغادرة المنزل إلا للضّرورة القصوى مع تطبيق أعلى معايير الوقاية للنّفس والغَير .
الأردن يتصدّى للمرض وفق ثلاث محاور الأوّل محور الإصغاء لتوجيها جلالة الملك والالتزام بالتّعليمات الحكوميّة  وتجنّب الاختلاط وتجميد الحركة إلى أقصى درجة

وكانَ من الحكمة تصرّف الأردن والّتي تعتبر من الدّول الفقيرة وذات الإيرادات الأقل عالمياً بأن تحتاط وتتصدّى لهذه الآفة وتقترب من تحقيق الهدف .
على كلّ مواطن أن يتمتّع بقدر عالٍ من الوعي والالتزام لكي نخرجَ من هذه الأزمة التي سيكتبها التّاريخ عبر مرور الزّمن .
ظل الملك على الدّوام المرشد والموجّه لكلّ الأردنيّين على اختلاف أدوارهم ومسؤوليّاتهم مما جعَل الأردن قلعةً حصينة لا تقوى عليها كلّ التحدّيات أياً كان نوعها ومصدرها وكان هذا البلد الكبير بشعبه والصّغير بمساحته أنموذجاً يحتذى في كلّ العالم للعلاقة بين القيادة والشعب المليئة بكلّ معاني الحب المتبادل الذي يترجم في كلّ الأزمات ألى ثقة متبادلة لتعلوا كلمة الملك على أيّ كلام وتُحترَم ويستَجابُ لها من كلّ فئات المجتمع .
هذه الصّورة التي فتح كلّ أردني أعينه عليها وصار الامتثال لأوامر الملك ورغباته قدسيّتها لأنّ الشعب والحكومة على السواء يعتبرون كلّ ما يصدر عن الملك من أوامر شفوية أو مكتوبة هي ملزمة للجميع وهي محلّ احترام وتقدير كبيرين وواجبةِ التّنفيذ دون نقاش ولا حتّى تفكير فالثّقة هي الجسر الذي يربط الملك بشعبه وبحكومته وهذا الجسر بناه الهاشميّون عبر عشرات السنين الحكمة والحبّ الكبير للشّعب وللأردن عموماً .
الكلمة المتلفزة التي وجهها الملك لشعبه وهو يواجه عدواً يهدّد صحتنا وصحة البشرية جمعاء حائت لتنير الدّرب وتضع قواعد المعركة مع فايروس كورونا بأسلوب اردني خالص يعتمد على الثّقة بالشّعب الأردني على مواجهة الصّعاب ، كلّ الصعاب والتغلّب عليها حين أعلن الملك كما ظل يؤكد أنّ صحة وسلامة المواطن هي الأولوية الأولى وأنّ على الحكومة أن تضع كلّ الإجراءات من أجل ترجمة هذه المقولة إلى فعل يؤدّي بالفعل إلى المحافظة على المواطن.
في المقابل فالحكومة تمكّنت وبتعاونٍ مع كلّ قوى الشعب على ترجمة توجيهات الملك واتّخذت كل التّدابير الإدارية والفنيّة لحماية صحّة المواطن وتجنيب الأردن أيّ تزايد في أعداد الإصابات بمساعدة فاعلة من الجيش العربي والأجهزة الأمنيّة التي ما إن نزلت إلى الشّارع حتى احتضنها الشّعب وتعاون معها .
وكلّ المؤشّرات والنّتائج للاجراءات الحكوميّة وتعاون المواطنين تؤكّد أنّ الأردن سيعبر إلى شطّ الأمان من هذه الأزمة وسيقدم نموذجاً حضارياً في التّعامل مع هكذا أوضاع هزّت دولاً عظمى وانهارت بسببها أنظمة صحيّة في العديد من الدّولل