أ.د. يعرب قحطان الدُّوري

تعد شبكات الكهرباء المحلية محط أنظار الجميع كوسيلة هامة لإمداد الأماكن النائية بالكهرباء معتمدة على المصادر امتجددة كالشمس والرياح وغيرهما، وتعرف هذه الشبكات على أنها مجموعة محلية من المصادر الكهربائية والأحمال التي تعمل متصلة مع الشبكة الكهربائية المركزية الكبرى، لكن ما يميزها أنها تستطيع العمل بمعزل عن الشبكة المركزية لتعمل ذاتياً دون الاعتماد على الشبكة المركزية، حيث تمتلك هذه الشبكات نظاماً كهربائياً منخفض الجهد لتوليد الطاقة الكهربائية سريعاً وبدون تكالبف. وقد تتفوق الشبكات المركزية عليها بقدرتها الهائلة على نقل التيار المستمر لمسافات طولية لكنه عالي التكاليف والجهد. تزدهر مشاريع شبكات الكهرباء المحلية لتبشر بثورة علمية وتكنولوجية لنقل الطاقة النظيفة المتجددة إلى بعيدة، وتحل مشاكل الإمدادات الكهربائية المتقطعة الموجودة على نطاق واسع في كوكب الأرض.
وبالتجربة أثبتنا توليد لوح شمسي واحد لطاقة كهربائية كبيرة عندما يكون الجو مشمساً وقليلاً منها عندما يكون غائماً، وبالتالي تستطيع شبكات الكهرباء المحلية هذه المشكلة نهائياً بلا تمييز. حيث تعتمد معظم شبكات الطاقة على التيار المتناوب وهو الذي يعكس اتجاهه دورياً بتردد معين، بالمقابل أخذت خطوط النقل عالية الجهد بالانتشار على صعيد عالمي بفضل التيار المستمر الذي تتدفق فيه الكهرباء في اتجاه واحد، نظراً لقدرة التيار المستمر على نقل كميات كبيرة من الطاقة لمسافات بعيدة وبدرجة عالية الكفاءة ما يقلل من فقدان الطاقة الذي يحدث عادة في أنظمة التيار المتناوب. تسعى دول عديدة ومنها الصين للاستفادة من قدرات الشبكات المركزية لنقل الطاقة إلى أماكن بعيدة جداً حيث خططت لإنفاق 88 مليار دولار على إنشاء خطوط فائقة الجهد بين العامين 2009 و2020، وسينقل 12 ألف ميجاواط عبر 3400 كيلومتر. ونفس المخطط يستخدم لنقل الطاقة النظيفة إلى جميع أنحاء العالم باستثمار يقدر بخمسين تريليون دولار من خلال شبكة كهرباء عالمية والذي قد يكون واقع حال بحلول العام 2050، والمصممة لربط مزارع الرياح الضخمة في القطب الشمالي، ومزارع الطاقة الشمسية في المناطق الاستوائية، وغيرها من منشآت الطاقة المتجددة مع المدن في جميع أنحاء العالم. وأثبتت مختلف الدراسات أن إنتاج الطاقة بالشبكات المركزية سيخفض الكربون.