مروة حسن الجبوري

تعيش أفراد الأسرة العراقية قانون حظر التجوال كبقية الأسر العربية، لكنها تختلف بطابعها الاجتماعي والتقليدي فليس من السهل أن يصبح الرجل العراقي سجين البيت بعدما كان حر طليق اليدين، الأمر الذي جعل النساء تعيش حالة من الاستنفار التام لتلبي طلبات الزوج وأفراد الأسرة، من وجبات الطعام والحلويات، فكورونا فتحت شهية الرجال بينما كان العمل يلهي أوقاتهم والجلوس في المقاهي وتبادل أطراف الحديث مع الأصدقاء، الأن يجلس على الأريكة وبيده هاتفه الوسيلة الوحيدة التي مازالت غير مقيدة ومواقع التواصل الاجتماعية، ولعبة (البوبجي)، يرتفع صوته وهو يطلب المساعدة.
 يوميات تعيشها الزوجة بكل ما فيها من الفرح والتعب وهي تدور حول زوجها كنحلة رشيقة،  حيث لجأ البعض إلى روح الدعابة في التعامل مع  حظر التجوال أثر تفشي الفيروس، من خلال تصميم صور ساخرة ونشرها ومشاركتها على مواقع التواصل الاجتماعي، عبرت عن حياة الأزواج فى زمن الكورونا. وشارك مستخدمو فيس بوك، هذه الصور.
حيث استقبل المواطنون قرار مجلس الوزراء الأسبوع الماضين منع التجوال وفرض عقوبات غرامية مع السجن في حال المخالفة، فجلوس الزوج طويلا في البيت يسبب مشاكل للزوجة أو في البيت بينما يتطلب الصبر والقوة لتحمل هذه الفترة الحرجة وقضاء أوقات سعيدة لحين انتهاء الحظر ويعود الى عمله.
وكان لبشرى حياة هذا الاستطلاع الخاص، كيف يعيش الزوج حظر التجوال في بيته؟
سهى الحيدري، أخصائية علم النفس كان لها رأي بالموضوع حيث قالت: "إن الرجل العراقي  تعود على العمل وقضاء أغلب أوقاته خارج البيت وأي شخص تعود على العمل ﻻ يحب البقاء في المنزل، فكيف إذا كان البقاء إلزامي ومنع التجوال مع فرض عقوبات، من الطبيعي جدا أن يشعر بالملل وهو جالس لا يعمل شيء، وأن عمل سيكون من باب قضاء الوقت ليس لا،
وللتخلص من النكد والمجادلة مع زوجته لذا يهرب إلى وسادته، طبعا من الخطأ فهذا ليس وقت المشاحنات ومواجهة المشاكل وحلها بشتى الطرق من أجل تهيئة جو عائلي يسوده الحب والراحة والأمان حتى انقضاء أزمة كورونا.
فعلى الزوجة أن تحوي الرجل وأن تهيئ له الجو العائلي المريح وأن لا تحاول إجباره على أوقات الطعام أو النوم، وأن تحافظ على نظافة البيت والتخلص من الروائح الكريهة ومشاركته في تعقيم وتطهير البيت، وأن تهتم بمظهرها وبنظافتها وأن تجعل من هذا الشهر هو شهر عسل بطعم كورورنا لتجديد العلاقة الزوجية، وتقسم الوقت للعب مع الأطفال ومشاركتهم في الرسم أو التلوين وصنع المعجنات.
وقالت ليلى هادي/ ربة منزل: أستغل فترة الحظر التجوال بقيام زوجي بأعمال البيت التي كانت معلقة منذ زمن من تبديل الانارة وغسل المفروشات، وعمل الحلويات التي تتطلب حضوره فهو صاحب خبرة في مجال الحلويات، لكن الأمر يحتاج إلى صبر وقوة  فيبدأ بعد مرور أيام بخلق أي سبب للشجار خصوصا إن لم يجد ما يفعله في البيت.
أم محمد (موظفة) تقول:  فليجلس صامتاً لقد أتعبني وهو يتذمر من الأخبار ومن صوت المارة في الطريق، حتى البائع المتجول لم ينفذ من تذمره، فإني أفضل عودته الى عمله، لا يعمل شيء غير الطعام وشرب السكائر والنوم والفوضى يتركها خلفه، وكل شيء إذا زاد عن حده انقلب إلى ضده، كذلك جلوس الزوج.
المدربة منى السيد أحمد تقول: جلوس الرجل في البيت يجعل المرأة في وضع محرج وهذا يدل على هشاشة العلاقة بين الزوجين كما يكشف للرجل وعن قرب تلك المرأة التي شاركها في حياته، ويبدأ يتعرف على تفاصيل يومها، وما تقوم به اتجاه الأبناء والبيت، وهي فرصة ليكتشف الزوج جهد المرأة في أعمال البيت وكيف تقضي يومها بين الطبخ والترتيب، وهنا السيدة الذكية تعرف كيف تستخدم أسلوبها الخاص حتى يقف الزوج معها ويساعدها في اعداد الطعام والأشياء التي كانت معلقة من دون مضايقة أو صراخ، وقضاء وقت سعيد وانتما تشاركان طهو الطعام، وعن الباقر عليه السلام: "ايما امرأة خدمت زوجها سبعة أيام أغلق اللَّه عنها سبعة أبواب النار وفتح لها ثمانية أبواب الجنة تدخل من أيّها شاءت".
قدّري زوجكِ وانتقِ الحديث معه بإلقاء عبارات التقدير والمدح المصحوبة بالمشاعر الصادقة وتلبية كل رغبات الزوج لإسعاده وإرضائه حتى يشعر أن هناك من يقدر جهوده المبذولة في سبيل العائلة، وجديدة للحديث عنها، وحاولي اختيار تلك الأحاديث التي تقع في دائرة اهتمام زوجك فهذا من شأنه أن يسعده ويشعره بحبك وبقربك منه ولا يشعره بطول الوقت الذي يمضيه في المنزل.
ما يجمع عليه بعض الخبراء هو وجود خطورة تكمن بارتفاع العنف ضد الزوجة وفي تلك الفترة بالتحديد، وهو ما يتطلب البحث عن آليات سريعة لإبعاد مثل تلك السلوكيات، وإيجاد طرق لعدم وصولهما إلى تلك المرحلة لا من قريب ولا من بعيد، بل تشير إلى ضرورة استثمار وجوده بالمنزل بالقرب منها ومن أطفالها. عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم : "جلوس المرء عند عياله أحب إلى اللَّه تعالى من اعتكاف في مسجدي هذا".
ومن الجانب النفسي:  أكدت الدراساتُ الطبيَّةُ أن الإنسانَ الذي يحتجزُ نفسه داخل جدرانِ منزله يفوته ضوء الشمس والأشعة المفيدةُ التي تؤثر على ساعته البيولوجية، حيث تؤثرُ على الشهية وساعات النوم والتغير في المزاج.