عماد الدين التونسي

غبْراءُ تِبْرِي والسِّماحُ تكلَّمُوا
كمْ صوَّرُوا كمْ طرَّزُوا كمْ نمَّقُوا
كمْ رتَّلُوا عذْب ترانِيمِ الْجمالِ
وناشَدُوا الرُّقْيَ مِنْ فوْرِ الْورَى
وعْدٌ لِتُرْبِ الْمجْدِ إِنِّي الْمُغْرمُ
فصفِيَّتي دفْقٌ لِرغْدِ غضارةٍ
و لِمنْ تخيَّل عنْ جُذورِها نرْحلُوا
تبًا و ألْفُ تبٍّ لِلْلَّقِيطِ الْأحْولِ
فحلِيبُ أُمِّي بِالْوفاءِ طوِيّةٌ
لنْ يخْلُو مِنْ نجْواهِ أيُّ شارِعٍ
يا هالة الْوجْدِ عهْدُكِ شِرْعتي
ومقامُكِ فوْق الْمرابِعِ شاهِدٌ
يا روْضِي إِنِّي فِي الرِّياضِ مُتيَّمُ
ويْحٌ لِمنْ بَاعَ الْوِداد بِوِزْرِةٍ
عَاقَ الشَّهامَة لِلْعُصاةِ جهنَّمُ
رفَضَ السُّمُوق بِالْخسَاسةِ قدْ رَضى
هرْجٌ ومرْجٌ بِأنْجَاسِ فعائِلٍ
فصَلُوا الرِّقابَ و الضِّعافُ تصمَمُوا
بِالدَّمْعِ مِنْ إِجْرامِهِمْ غرِقُوا
كُلُّ الْمدائِنِ لِلْخُلُودِ طَافِحه
صِنْوُ السُّيُولِ و هطْلٌ قانِعٌ
نهْجُ السّبِيلِ و الْبدِيلُ الْأقْومُ
قدْ هبُّوا هبَّ الرِّيحِ جُنْدًا مِنْ سما
صِدْقٌ لِصدْحِ الْحقِّ إنَّهُ فتْحُنا
صبْرًا بِعزْمٍ لِلْنًّشِيدِ أنَا الْفِدا
و الْمجْدُ بعْثٌ يا نُثُور سوائِغِ
أُلْمُودُ عِطْرٍ والرَّغِيدُ وِلادتِي
لِأُنِيب لِلرّحْمانِ يا النَّبأُ الْعظِيمُ
خيْرُ الْجِنانِ والْحِسانُ ألْثُمُ