ثائرة اكرم العكيدي

استيقظت في مثل هذا اليوم من عام 2003 على اصوات وضجيج تراء لي للوهلة الاولى انه يوم القيامه اشخاص يتراكضون محملين بكافة انواع السلع والبضائع.. وسيارات كبيره وصغيره محمله بما لايدركه العقل. والخاطر ....
وقع وطني.. وسقط السلام على ارصفة الضياع وغابت شمس الدفء والامان  عنه وودعته طيور النوارس ، كان يمشي مشية دائرية، يدور حول نفسه، 
حدثته، فلم يرد، ابتسمت له، فعبس..كان لعبوسه في وجهي صوت يخبرني أنه  منذ ان اغتصبه ابنائه  غادرته  شرعيّة السمع، وتطييب الخواطر ..سلبوا منه الرحمه ..
جلس وطني على سقف بيتي مجاوراً تماماً للثريا الأمريكية البسيطة، كان مضيئاً و مهيوباً، و يحمل في عينيه سلام الدنيا كله.
فتح يديه أمامي .. و رأيت أصوات بكاء، رأيت أطفالاً يحملون الشموع و يصلّون، و هناك قرب السبابة كانت بدايات دماء.
و بينما أنا أراقبه..واراقب اغتصابه لعدة ايام استفقدت اخي الذي كان يقاتل في شوارع بغداد استشهد في يوم (4/7)اي قبل اغتصاب وطني بيومين… 

كابوس كان مخيف ومؤلم حد وجع الموت واستأصال الروح
كيف ..والى اين سأهرب وأنا في بيتي اردت الاستيقاظ من هذا الكابوس لكني لم افلح ..
عاودت النظر إلى مكان الوطن، لكنه ما عاد هناك.
نظر اليه رجل كبير في السن وقال!
لا تبحثي عنه، لقد أعتقلوه.. هس هس هس .. لا تقولي لاي احد .. بس هذا الذي صار..ديري بالك ..طولّي إيدك ولا تطولي لسانك..هس هس هس ...
عندما اجتاح مغول العصر بغداد ونهبوا متحفها لن تغيب عن عيوني  دمعة ذلك الرجل الأربعيني وهو يبكي ويقول بلهجته العراقية 8000 سنة من الحضارة ضاعت  يا حوينتك يا العراق باعك القريب قبل الغريب .العراق ضاع بين سني خائن شيعي عميل وفارسي قذر حاقد وأميركي ظالم طاغٍ.
كررت محاولة الاستيقاظ نظرت الى شاشة التلفاز لارى سقوط حضارة وتاريخ  وانسانية عمرها 3700 سنة قبل الميلاد   ..بكيت طويلا لم اعلم المي الذي ابكاني ام عجزي أغمضت عيني لعلي ارجع  بحلم وردي في شوارع وطني ومازلت احلم لعل ذات يوم ارى حمائم السلام تلعب في ساحات التحرير وشوارع الرشيد دون خوف او رهبه من مواطن يريد اصطيادها ليقدمها عشاء لاطفاله الجياع …