ابراهيم الدهش

من خلال متابعتنا لمجريات الأحداث في المجتمع العراقي ,  اصبحت لدينا حقيقة مفادها ان للعشائر دور اجتماعي لايمكن تجاهله او الاستغناء عنه وخاصة في بيئتنا المعتمدة اساسا على تلك الروابط الاجتماعية , على الرغم من وجود الانظمة والقوانين التي شرعت لتنظيم حياة الناس باحسن صورة, وهذه الحقيقة استمدت ديمومتها من خلال منظومة العلاقات الاجتماعية التي تربط افراد المجتمع بعضهم بالبعض الآخر , وهذا بحد ذاته يعود الى طبيعة المجتمع العربي بصورة عامة تقريبا والمجتمع العراقي على وجه الخصوص والي بنيت فيه العلاقات ومنذ امد بعيد على رابط القرابة وتشعباتها القبلية الاخرى من النسب للجد الاقدم وانحداراته من تشعب الاصل الواحد او علاقات الزواج او الانضمام الى وحدة العشيرة او القبيلة مما يشكل وحدة اجتماعية او منظومة اجتماعية تستمد اوج قوتها وبقاءها من استمرار تلك العلاقات , لذلك ومنذ قرون خلت حملت القبائل اسماء الشيوخ الاولين وما زالت تلك الاسماء باقية رغم هذا الكم الهائل من القبائل والتفرعات الكثيرة التي نتجت من خلال انشطار تلك القبائل او تنقلها من بلد الى اخر , 

لذا فنحن اليوم وفي بحثنا هذا نتوقف امام محصلة تاريخية قد ضربت عروقها في نسغ تلك الانساب فاصبحت هي المعين الثر للكثير من تلك العلاقات التي مازلنا وما زال الكثيرون يتوارثونها جيلا بعد جيل , 
وخلاصة بحثنا هذا نؤكد على ذلك الدور الذي لعبته وتلعبه العلاقات العشائرية في التاثير المباشر في مجمل العمليات الحياتية للمجتمع ومنها موضوع بحثنا هذا , 
نؤكد على دور الاعلام وما له من تاثير مباشر في رفد تلك النشاطات بمقومات النجاح من خلال تغطية نشاطاتها المتنوعة او اظهار ماتقوم به من مبادرات اجتماعية توظف فيها طاقاتها المعنوية والمادية لخدمة اهداف المجتمع واغراضه المتنوعة , 
لذلك فان الدور الاعلامي للمجالس الادبية وكما في مجلسنا وما اخترناه من دور فعال في تجسيد تلك السمات واظهار ما كان رائعا منها كمادة اعلامية تكشف للاخرين الدور المتميز الذي يقدمه هؤلاء كافراد صالحين في المجتمع او كجماعات منتجة لكل ماهو مفيد للجميع , 
ولذلك اصبحت مجالس و دواوين سوق الشيوخ نموذج للتواصل الاجتماعي والاعلامي لما مثلته من تواصل دائم مع الكثير من شرائح المجتمع الادبية والثقافية والعلمية والسياسية والعسكرية وكذلك الدينية , 
لذلك سلطت عليه اضواء برنامج ديوان السلام من اعداد وتقديم الاعلامي المميز رياض الزيادي ، الذي تبثه قناة السلام الفضائية لما فيه من نماذج رائعة للتواصل الاجتماعي والاعلامي بين طبقات المجتمع المختلفة فكان بحق نقطة انطلاق لبث روح التعايش السلمي بين مختلف الافراد وباختلاف مسمياتهم الرسمية والوظيفية , 
هذا البحث اكدنا فيه على عمق تلك الروابط ودورها الفاعل في اذكاء روح الوطنية والعمل من اجل الوطن بعيدا عن المسميات الاخرى رغم حضورها القوي ودورها الذي لايمكن بحال من الاحوال تجاهله او الغائه , 
ولكننا استطعنا ومن خلال تلك الابجدية المتجددة من العلاقات ان نبني شراكة حقيقية مع الجميع اساسها الاحترام المتبادل بين الافراد والجماعات وفق مبدأ الوطنية والمصالح المشتركة التي تجمع الجميع تحت مظلة واحدة اسمها العراق