ثائرة اكرم العكيدي

لا يزال هؤلاء الذين يحكمون الشعوب  ويجلسون على العروشٍ وتحت أيديهم آلات الدمار تحت سمع وبصر كل البشرية والانظمة الانسانية العالمية ولا عزاء للقيم والحضارة والصدق والضمير . فلتذهب الحضارة إلى الجحيم وليصمت الفلاسفة فلا حق ولا جمال ولا خير طالما هؤلاء هم قادة الشعوب. ولتحرق كتب الأدب فلا أدب ولا أخلاق معهم وتغلق متاحف الفن فلا قيمة للجمال مع سلوك الوحوش الذين لا يطربهم إلا صوت الصراخ ولا يجذبهم إلا لون الدم وأشلاء الجثث فموت الشعوب عندهم بلا ثمن لنعيش نحن في كل يوم قصصاً دامية ودماء وأشلاء ودموع أمهات ونحيب ارامل وصراخات أطفال.  
البعض يسأل  إن كان الله عادلاً  فلماذا يرضى بهذا الظلم ؟وإن كان قادراً  فلماذا لا يغيره ؟
مشكلتنا أننا ننسب لله نتائج أشياء كَلف الله البشر بها، وجعلهم مسؤلين عنها، وسيحاسبهم عليها.
الله سبحانه وضع هذه الدار التي نحن فيها  لتكليفنا وابتلائنا واختبارنا.
والتكليف معناه أننا نحن باعتبارنا بشراً مأمورون بالكف عن الظلم وبمنع الظلم  ورفع الظلم عند وقوعه.
هذه مسؤليتنا نحن باعتبارنا بشراً وليست مسؤليةَ الله فالله قد كلفنا بها وسيحاسبنا عليها. إن هذه الأرض مسؤليتنا نحن وما يقع فيها للبشرية  نحن سنُسأَل عنه، ولا أحد غيرنا. إنه المجهول الذي تنتظره آلاف الأسر في العراق جراء فرض الحظر بسبب الوباء حيث جيوب الفقر تقف على عتبة شهر رمضان الفضيل و فصل الصيف مع ما يحمله في العادة من مؤشرات نقص الغذاء وتزايد الحالات المرضية المرتبطة بذلك .
حتى الآن لاتملك الحكومة اي خيار جدي لتعويض المتضررين ودعم العوائل المتعففة سواء عن طريق البطاقة التموينية او عن طريق الدعم المادي ولاسيما في ظل انخفاض اسعار النفط والازمة المالية التي تعانيها البلاد وتركيز الجهود على مكافحة كورونا عبر الاستلاف والدعم الداخلي والخارجي  فان معناة المعوزين ربما تتفاقم في الايام القادمة. ان أصحاب الأجر اليومي والدخل المحدود مثل سائقي التاكسي وعاملي البناء وصاحب البسطية  وموظفي الخدمات العامة والعاملين بالمطاعم والمجمعات التجارية والمهن الحرة البسيطة  هولاء ليس لديهم فرص كبيرة للبقاء على قيد الحياة إذا أجبروا على البقاء في داخل بيوتهم. ان سبل إيجاد حل لنحو 9 ملايين مواطن تأثروا بشكل مباشر بإجراءات حظر التجول الذي أعلن منذ منتصف الشهر الجاري بات شبه معدوم ولااجزم في تمرد الفقراء على هذا الحظر لان هذه الدوامة المستمرة تجعلهم يفقدون صوابهم ويفضلون خطر الوباء على الجوع والفقر .هذا الحصار الاجباري الذي فرضه الفيروس ولم يستثني منه لافقير ولاغني. وخلية الازمة في العراق تعمل بشكل متباطأ وغير ملموس وكثر انشغال الحكومة بمصالحها الشخصية وانشغال القادة بتقطيع الكيكة وتوزيعها بينهم وتزايد هذا الانشغال مع  تكليف الزرفي رئيس وزراء ومايجري خلف الكواليس من صراعات فيروسية من نوع اخر وتحت عدة حجج لهؤلاء تاركي الفقراء من ابناء الشعب يعيشون معاناتهم اليومية مع حرب نفسية بين خوف من وباء الفيروس ووباء الجوع هؤلاء اليوم يحاربون كورونا وبطونهم خاويه .
 كان يجب على  الحكومة العراقية  وفي هذه الفترة  الحرجة  تأمين معيشة لشريحة الفقراء المتأثرة بشكل مباشر من إجراءات الحظر، وكل مفصل من مفاصل الدولة معنيٌ بالأزمة الحالية، وكلٌّ يعمل بحسب اختصاصه وقطاعه لتجاوز الأزمة وحتى عبر البطاقة التمونية .ان عجز الحكومة عن توفير مستلزمات العيش للطبقات الفقيرة، والتخفيف من المصاعب المعيشية التي تعانيها وغياب الإجراءات الحكومية وعدم وجود الرعاية الكافية .
الجوع كافر كما يقال ومن لم يجربه اكيد لاتعنيه هذه العبارة لانه لا يدرك مدى الشعور والحاجة التي يشعر بها الإنسان الذي مر بهذه الحالة اذا راى اطفالة يبكون من الجوع فهو مضطر إلى الطعام لسد رمقه ورمق عالته في حالة انعدامه يواجه خطورة الموت وعندها تباح له كل الاعذار فالذي يخاف التلف على نفسه يتناول كل ما يحفظ به نفسه، لهذا يبيح لنفسه السرقة والنهب وحتى اكل الميتة  الامر قد لايحمد عقباه اذا ماطال امده وغابت الحلول العاجلة لمساعدة الشرائح المتضررة ولاسيما وان البلاد تمتلك مقومات اقتصادية قد تستخدم بشكل طارئ لدعم المعوزين..