عبد المنعم إسماعيل

 

غزوة أحد ويوم حنين

وواقعة كربلاء العصر.

 

مرت هذه الأحداث على عقول الناظرين وقارئي الواقع يومها فكان هناك فارقا" كبيرا" بين عقولهم وعقول البعض منا ممن غرقوا في احداث الواقع فصنعوا لهم تيها" ممتدا" عبر الزمن فبصراخهم تأزمت الازمة وأصبحت شارة بؤس ويأس وعلامة على ضياع عقل عجز عن القراءة الرشيدة فصنع أزمة عتيدة.

 

الجيل الأول وغزوة أحد:

===============

غزوة أحد وظهور كمال عقلية المربي عليه الصلاة والسلام ورشد المتلقي وحكمة التابعين ونبل تابعي التابعين.

فكانت أحد كبوة كبيرة في حياة المعاصرين لها فقتل المشركون في احداثها سبعين صحابيا “من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

بل كسر المشركون رباعية الحبيب عليه الصلاة والسلام.

وسماها القرآن الكريم مصيبة.

وتساءل المسلمون عن سر أسرارها فكان القرآن له توجيها" خاصا".

واستجاب المسلمون لنداء القرآن فكان موقفهم:

مميزا" جدا"

صادقا" جدا"

حكيما" جدا"

وظهرت معالم الحكمة في جيل الصحابة رضي الله عنهم أجمعين والتابعين لهم بإحسان.

فلم يؤسس احدا" من المعاصرين للغزوة مركزا" فكريا" لتتبع أسماء من تركوا جبل الرماة وحينها مهدوا الطريق لجند المشركين فكان الذي كان.

لم يتتبع المسلمون أسماء الصحابة الذي نظروا لفكرة ترك جبل الرماة.

ولم ينشغلوا على ممر التاريخ بهذا الامر رغم أن الضحايا صحابة رضي الله عنهم أجمعين.

رغم ان قائد الجيش محمد صلى الله عليه وسلم وهو أحد المصابين.

رغم أن في القتلى اسد الله حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه وأرضاه.

كل ذلك لم يصنع في المسلمين عقلية الشعور بالمظلومية بل جعلهم يفكرون في كيفية العلاج.

بل صنع القرآن في المسلمين امورا" منها: - -

عقلية البحث عن مخرج

بل فعجائب التوجيهات الربانية قوله تعالى:

"قل هو عند أنفسكم".

يا الله: الخطاب لمن؟؟؟

ما ذنب الذين لم يكونوا فوق جبل الرماة؟

لكن للقرآن مراد بديع في منهجية تحمل المسؤولية في زمن الأزمة.

"من عند انفسكم " الخطاب للجميع من نزل ومن لم ينزل لكي يصنع في العقول شرف الانتماء للأمة وان خطأ أخي في المجموع الكلي للأمة هو خطئي وليس بعيدا" عني.

فهل أدرك شباب الحركة الإسلامية هذا الخطاب؟؟

أم ما زالوا أسرى في تيه المظلومية للأحداث المعاصرة؟؟

فارق كبير جدا" بين عقلية القادة وتربية النبوة والصحابة رضي الله عنهم أجمعين لم حمل منهجهم وبين منهج وتربية اهل البدعة خاصة المعاصرين الغرقى في احداث الواقع فهل وجدوا في ضحايا اليوم نبلا" وعصمة وكمالا" أفضل من اهل أحد أو حنين أو كربلاء ذاك التاريخ؟؟؟

 

الواقع المعاصر وفكرة الاستغراق في الحدث:

==============

عاش كثير من المعاصرين في محنة الاستغراق في احداث الواقع حتى لم يعد يرى الغد لأنه غريق في احداث الأمس بل يؤسس لمستقبله على اساس قواعد مصائب الأمس وهذه جريمة ضد الواقع والمستقبل لأنها تمحق بركة التاريخ والواقع والمستقبل فتجعل منا حداة بؤس وكرب وشؤم معيشة وشارة مسخ للعقول والواقع والمستقبل.

فهل يتعامل المعاصرون مع احداث التاريخ مثل ما تعامل به الجيل الأول الرشيد ام يبقى في جاهلية مظلومية الأمس من اجل حريق المستقبل؟؟؟!!!