ابراهيم الدهش

 

على نهر دجلة وعند الحدود التركية العراقية بمسافة 50كم تقريبا داخل الأراضي التركية، وبمقربة من قرية إليسو التي سمي سد اليسو نسبة إلى اسمها، وعلى طول حدود محافظة ماردين وشرناق في تركيا، تم بناء هذا السد والذي يعد ثاني أكبر سدود تركيا وواحد من 22 سدا، ضمن مشروع جنوب شرق الأناضول والذي يهدف لتوليد الطاقة الهيدروليكية، التحكم في الفيضان وتخزين المياه. عند اكتماله، كذلك يوفر طاقة مقدارها 1.200 م ويسع خزانه 10.4 بليون م3..

 

انشئ السد في بداية 2006 كجزء من المشروع، وكذلك انشئ خزان سيزره الأصغر على مجرى النهر للري والطاقة.

 

 أثار السد دوليا، لأنه سيغرق حصن كيفا القديم وسيتطلب إخلاء السكان المقيمين في المنطقة، علما إن هناك رفض من اهالي المنطقة المحيطين والمجاورين للسد باعتبار أن هذه المنطقة اثارية وتاريخية إضافة لكونها مناطق سياحية.. ومن خلال تنفيذ المشروع سوف تندثر تلك المعالم والاثار التاريخية القديمة للمنطقة هذا ما صرح به مؤخراً كثير من الباحثين والاعلاميين وعلماء الآثار عبر الفضائيات..

 

أما في حال تنفيذ المشروع فإنه سيخفض تدفق نهر دجلة إلى الأراضي العراقية بمقدار النصف وتحديداً نسبة 60 بالمئة، اي يدخل نسبة المياه بمقدار 40بالمئة من الكمية الكلية، 

مما يؤدي إلى جفاف غالبية الاراضي العراقية وخاصة المحيطة بنهر دجلة، وهذا الجفاف يخلف التصحر وتبعاته وانتشار الاوبئة والأمراض وكذلك يؤثر تأثيراً مباشراً على الصناعة والزراعة ونسب الإنتاج إضافة إلى تلوث مياه الشرب ونقص كمية المياه الصالحة..

 

وتأتي هذه الأحداث كأعلان حرب جديدة بسلاح المياه متزامنة مع التطور والتكنلوجيا في العالم، حيث تتزامن هذه الأحداث مع أزمة سد النهضة الواقع على نهر النيل قرب تلاقي النيل الازرق والابيض عند الحدود الإثيوبية السودانية وامتداداً إلى مصر مما خلف أزمة وتصاعد وتيرة الأحداث..

 

صراعات عديدة، وتشابك في الرؤى والأفكار.. لم تكن في الحسبان?? فالبعض مَن ينظر الى المياه كمورداً طبيعياً كما هو النفط ويجب أن يكون التعامل معهما واحداً في البيع والشراء، إضافة إلى تأثير الدولة المتضررة بالدولة المجاورة صاحبة القرار من ناحية القوة والسيادة و القرار الموحد ..