سيف الدين ناصر


خرج ترامب في تصريح متلفز يوم أمس موجه الى الأمريكيين وقال فيه  ( كان لي لقاء مع الكاظمي رئيس وزراء العراق الذي شكرني على مساعدة العراق في هزيمة داعش فقلت له توقف لمن توجه الشكر هل تقصد أوباما ام أمريكا ام انا اريد ان توضح فالكثير من الموجودين هنا لا يعلمون الحقيقة فأجاب ان فترة أوباما كانت كارثيه فقد ترك فترته و ٣٠٪؜ من العراق محتلاً من داعش وبعد مجيئك الى الحكم حررت العراق من داعش فقلت له هل بالإمكان ان تعلن ذلك على العالم فقال نعم وسأقوم بإعلانه ثم أضاف ترامب بانه هزم داعش ١٠٠٪؜ وقلب دولتها رأساً على عقب وأعاد بناء القوات المسلحة الأمريكية بتخصيص ٢,٥ تريليون دولار للجيش الأمريكي ،  وقد تم التوقيع مع الكاظمي على عقود رائعة للشركات الأمريكية في جانبي النفط والطاقة الكهربائية وذكر المشاهدين بأهمية الغاء الاتفاق النووي مع طهران حيث اعتبره اهم مكسب لإسرائيل .
اذن الكاظمي أشاد بالدور الأمريكي في التحرير من داعش وهو الأمر الذي ينكره الحشد الشعبي وتنكره الميليشيات فهم دائمي التذكير بإن أمريكا لم يكن لها دور في عمليات التحرير بل يتهمونها بانها كانت تؤمن الدعم اللوجستي للدواعش وتؤمن تغطية جوية لنقلهم بين العراق وسوريا وان إيران هي من حرر العراق من قبضة داعش وحمى بغداد من السقوط
ترامب وظف هذا التصريح ضمن حملته الانتخابية الذي نال استحسان الشارع كما انه احرج الكاظمي خلال عودته فقد بات واضحاً انه خرج عن سكة الحوار المتفق عليها في بغداد واتفق مع شركات النفط والغاز الأمريكية لأستثمار النفط في حقل مجنون وحقول غرب الناصرية وهي التي كان من المؤمل ان تمنح للشركات الصينية  بناء على رغبة طهران كما ابرم اتفاق الطاقة الكهربائية مع العملاق جنرال الكتريك لبناء محطات والربط مع السعودية وبذلك تقاطع مع مذكرة التفاهم التي وقعت في طهران بخصوص بناء محطات التوليد الكهربائية ولم يتبقى من وعود الكاظمي الى ايران الا مشروع الربط السككي مع البصرة الذي لا اظن انه سيرى النور  وعقد تصليح المحولات الكهربائية  التي شهدت تصاعداً غريباً في كثرة اعطالها وعدم اشتغالها الا لساعات فقط ، وادامة شبكة التوزيع الكهربائية لمحافظتي النجف وكربلاء وتسديد مستحقات شركة تنوير الإيرانية السابقة .
سيتم الأجتماع في عمان في قمة مصرية عراقية أردنية ويكون مشروع الربط الكهربائي أحد ملفاتها وستخسر طهران مورداً اقتصادياً نسجه لها النساجون الذي تدربوا في قم وصعدوا الى السلطة في العراق ويكون بذلك قد حقق اول خطوات الطلاق الاقتصادي بين العراق وطهران على يد القاضي الأمريكي وبحضور الشاهدين المصري والأردني.