عبد المنعم إسماعيل



جاء الاسلام كدين خاتم لا ليؤسس حالة من الفكر الهلامي السائل متوالي الانقسام بل جاء ليصنع من نصوصه كيانا" راسخا" امام موجات التغييب والتغريب والتذويب امام هجمات الأعداء المتربصين. ومن ثم أدرك شياطين الأرض اهمية هذه المحاضن الثلاث: الإسلام والسنة والأمة.
فدلالة هذه المفردات الشرعية والكونية أنما مفردات لا تهزم ولا تذوب ولا تقبل الانقسام إلا إذا اختزلها العقل في ثلاثية بداية التيه وهي:
المذهب والرؤية والطائفة.
حينها يدب في الأمة داء التنازع والفشل وذهاب الريح فصرف الجهود بعيدا" عن تعليم الناس وتربيتهم على الإسلام الذي رضي الله عنه يوم حجة الوداع وعلى السنة المحمدية بشموليتها التي فهمها الصحابة رضي الله عنهم أجمعين وعلى الأمة المتنوعة التي أقام بنيانها محمد صلى الله عليه وسلم في المدينة.
هذه الثلاثية يخاصمها كل الرابحين من تغييبها على جغرافيا العقل وجغرافيا الأرض.
الرابحون من تغييب دلالة الاصطلاح الشامل لكلمة الإسلام أو السنة أو الأمة هم حراس الباطل داخل جغرافيا قلوب وعقول المسلمين ومن ثم تمهدت جغرافيا الأرض لخدمة شياطين المشاريع الدولية.
المتابع للواقع العربي والإسلامي يجده نتيجة حتمية لحال المسلمين مع هذه الثلاثية: الإسلام والسنة والأمة
فربح عتاة تغيير المفاهيم من تحريف دلالة الاصطلاح لكل كلمة فانزوت الأمة خلف أهواء عقول تعددت بحسب تنوع وجهة فهمها ودلالة تطبيقها في الواقع ومن ثم وقع خلف كل تنوع نزاع وكل نزاع صراع فوقع التيه تباعا" ونتيجة حتمية.
أدركت قوى الشر العالمي حقائق اعتصام الأمة بهذه الثلاثية المباركة فصبت جام مكرها وخبثها على تدمير حقيقة دلالة الانتماء لهذه الثلاثية فصنعت الباطنية المحاربين للسنة والعلمانية المحاربة للشريعة والطائفية المحاربة للكيان الشامل.
فسبيل نجاة الأمة يتحتم في: - فهم الإسلام من خلال السنة وبناء الامة بهما وحينها تكمل النواة الصلبة للأمة بوعي رشيد وفكر مستدام شامل ثابت يعي المتغيرات.
كن مربيا" واعيا" واحمل نفسك ورعيتك على الولاء الشامل لهذه الثلاثية المباركة قبل ان تتابع عليك امواج ثلاثية الصاد الملعونة الصهيونية والصفوية والصليبية.
اجعل من وقتك وسيلة لتحقيق النصر بهذه الثلاثية المباركة بحراستها ووسائلها التي تساعد على بلوغ مالاتها.
على الأمة أن تدرك أن هذه الثلاثية عاصم من موجات الضلال والإضلال وهي العاص الرباني من تيه الفوضى الهدامة خلف نعرات جاهلية منها ذو وجهة غربية خالصة واخر ربما يحمل غلافا" اسلاميا" لسهولة تمرير معاول الهدم والضلال.
لندرك جميعا" ان التفريط في أحد هذه الثلاثية يمثل انقلابا" على ثلاثيتها التي لا تقبل الاختزال في آحادها فالإسلام لا يكون من دون السنة المحمدية وكلاهما لا يقبلا أن يكونا اداة في حراسة طائفية معادية وعقبة أمام الكيان الأممي الرشيد.
الاسلام والسنة والامة ثلاثية الاستقرار لجغرافيا الارض العربية والإسلامية من الشرق الى الغرب فلن تكون امة من دون هذه الثلاثية وعليها يعول دعاة البناء الجماعي للأمة قديما" وحديثا" لذا أدرك غربان البيت الابيض فسعو بمكر خبيث نحو تأصيل فكرة الذاتية المفرقة للكيانات خلف صراعات مصنوعة لحيل هادمة للتاريخ والجغرافيا حاضرا" ومستقبلا".