نوري غافل الدليمي


لا شك أنّ الرئيس ترامب رجل اقتصادي ذكي ولو لم يكن كذلك لما أصبح ملياردير يدير ممتلكات كثيرة مكنته من الجلوس على كرسي الرئاسة في الولايات المتحدة.
أما على مستوى السياسة الخارجية فقد سجل ترامب فشلاً بعد الآخر بسبب تهوره واستهجانه للآخرين بل وعدم احترامهم، ودليلنا في ذلك هو الابتعاد الكلي لدول اوربا عن امريكا فبعد أنّ كانت حليفة بل تابعة لها وكان مجلس الأمن بيد امريكا (إذا قالت امريكا صوت مجلس الأمن مع بعض الاستثناءات من روسيا والصين) صارت في عهد ترامب تتخلص وتنسلخ من هذه الهيمنة تباعاً بل وأعلنت المُعارضة لأمريكا، وزادت هوة العداء بين ادارة ترامب والصين وروسيا بشكل كبير.
ولهذا السبب مُنيت سياسة ترامب الخارجية بانتكاسة في مجلس الامن لم يشهد لها تاريخ مجلس الأمن عندما فشلت في تمرير قرار تمديد حظر السلاح على إيران الذي رفضته الصين وروسيا وامتنعت دول اوربا وبقية الاعضاء من التصويت لصالحه.
وعلى مستوى ادارة الرئيس ترامب لحكومته فعلى مدى ادارته للدورة الرئاسية الاولى شهدنا المزاجية في الانقلاب على أقرب مؤيديه من وزراء الدفاع والخارجية الى مستشاري الأمن القومي الى مبعوثيه للعالم، ربما الشخص الوحيد الذي صمد هو صهره (جاريد كوشنير).
لكن ماذا عن الشعب الامريكي وترامب؟
مزاج الشعب الامريكي مرتبط باهتمامه الأول والاخير (الاقتصاد)، ما يهم الناخب الأمريكي بل المواطن الأمريكي هو حياته الاقتصادية فهو يريد (رواتب وإعانات، وظائف مجانية الصحة، السكن، التعليم)، ولا تهمه السياسة الخارجية مُطلقاً، وكأن لسان حاله يقول (إعطني حقي بالعيش برفاهية وأعمل ما شئت في السياسة الخارجية وأختر مَنْ تشاء من وزراء).
ترامب في كل خطاباته يركز على الجوانب الاقتصادية ويُعدد منجزاته الاقتصادية التي حققها للشعب الأمريكي لأنها الوسيلة للفوز بالولاية الثانية.