محمود الجاف


الحمق: من الصفات المذمومة التي تعيي صاحبها والناس من حوله كما يجري الان في امتنا عموما والعراق خصوصا وكتبت عنها الكثير من القصص . فقد أربكت الفطناء لانهم عند تحدثهم لأحمق لا يصلون الى الحق معه رغم وضوحه ولهذا فمهما قلنا وتحدثنا سنبقى في وادٍ وهُم في واد . بل أربكت الحمقى أنفسهم وأتعبتهم لقلة قدرتهم على تدبير بعض شؤونهم مع سهولتها ولو راقبتم المسؤولين منذ الاحتلال حتى الان لرأيتم العجب فهم جميعا عملاء جاءت بهم ونصبتهُم امريكا ويدعون انهم من المقاومة ويُهددونها . ويرتدون لباس التدين والولاء لآل البيت رضي الله عنهم وهم جراء حقيرة لأعدائهم والكونفوشيوسي اهدى رمزهم السيف الى رامسفيلد . والنجاة مما هم فيه قريبة واضحة لكنهم لا يدركونها .

قال ابن الأثير (حقيقة الحُمْق : وضع الشَّيء في غير موضعه مع العلم بقُبْحه ) وقال النووي (حقيقة الأَحْمَق : مَن يعمل ما يضرُّه مع علمه بقُبْحه)

وهنبقة : هو يَزِيدُ بْنُ ثَرْوَانَ القَيْسِيُّ ويُقَالُ يَزِيدُ بْنُ مَرْوَانَ . المُلَقَّبُ بـذِي الوَدَعَاتِ . ويُضْرَبُ بِهِ المَثَلُ في الحُمْقِ . كان في عنقه قلادة من وَدَعٍ وعظام وخزف ولما سألوه لماذا وضعتها قال : أخشى أن أضل نفسي ففعلت ذلك لأعرفها فحولت القلادة ذات ليلة الى عنق أخيه فلما أصبح قال يا أخي أنت أنا فمن أنا ؟

ومرة أضل بعيراً فجعل ينادى من وجده فهو له . فقيل له فلم تنشده ؟ قال : فأين حلاوة الوجدان . وفي رواية من وجده فله عشرة . فقيل له : لم فعلت هذا قال للوجدان حلاوة في القلب . واختصمت طفاوة وبنو راسب في رجل . ادعى كل فريق انه في عرافتهم فقال هبنقة حكمه أن يلقى في الماء فان طفا فهو من طفاوة وإن رسب فهو من راسب . وهكذا فعلت الصهيونية يوم جاءت بأحفاد هنبقة ليتحكموا فينا حتى ان احدهم قال : ان مطار الناصرية كان الاشهر منذ 5000 عام قبل الميلاد .

تخيلوا انه كان إذا رعى غنما جعل يختار المراعي للسمان ويُنحي المَهازيل ويقول لا أصلح ما أفسده الله . كما يفعل الجماعة الان بالضبط ...

الأمثال التي ضُرِبَتْ به ( أَحْمَقُ مِنْ هَبَنَّقَةَ ) و ( أَرْوَى مِنْ بَكْرِ هَبَنَّقَةَ )

ويقال إنه ذات يوم ذهب إلى السوق واشترى حمولة ثقيلة من القمح والشعير بسبعة دنانير ثم استأجر حمَّالًا ليوصلها إلى داره نظير ثلاثة دراهم . لكن الرجل كان محتالًا فلما دخل في كثرة الازدحام في السوق وبينما كان هبنقة يسير وراءه انتهز الفرصة واختفى وهرب بالحمولة من دون أن يدركه أو يعثر له على أي أثر . وبعد مرور ثلاثة أيام ذهب إلى السوق مرة ثانية فرآه من بعيد فما كان منه إلا أن سارع إلى الاختباء كي لا يُطالبهُ بالأجرة .

إن بعض اللصوص والمحتالين من البشر احيانا يكون من الأولى الابتعاد عنهم واجتنابهم بدلًا من مواجهتهم لأن فيهم خبثا . فقد يتهموك وفق المادة 4 ارهاب أو يخشى أن يدخله هذا اللص في قصة ملفقة لا قبل له بها كأن يكون مُنتميا لإحدى فصائل الخطف والتغييب ويأخذ منه مالًا وهو غاية الاحتيال أو أن يشهّر به بين أهل السوق بغير وجه حق . ويطلق عليه كل الاتهامات التي يمكن ان تأتي في مخيلته كان يقول انه حمى عرضه مثلا وينسى انه فقده من امدٍ بعيد ... منذُ ان باع نفسه لأعداء دينه وارضه وعرضه .

ترى ماذا كان سيكتب ابن الجوزي لو كان حياً في زماننا

المصدر : أخبار الحمقى والمغفلين
أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن الجوزي