مبدر المشهداني


اتصلت بأحد الأصدقاء من أبطال الجيش العراقي السابق (برتبة عميد متقاعد سابقا) لأطمئن على صحته من نازلة كورونا التي نزلت به.
فقال لي بصوت حزين مختنق: يا عزيزي يا أبا عمر أيها الوطني الشريف؛ نعم قالها وافتخر بها.
قال ما أوجعني وألمني حقا ليست كورونا او الذبحة الصدرية؛ ما ألمني حقا أخبار اليوم.
يا أبا عمر لقد مشينا ألاف الأميال على الأقدام وعلى سرف الدبابات؛ وكان الأمل العربي تحرير القدس الطاهر من مخالب الصهيونية القذرة.
هناك يا أبا عمر على مشارف القدس أصبح القتال بالسلاح الأبيض بين رجال العراق وبني صهيون؛ لقد سقط الشهداء العراقيين الابطال من أجل القدس؛ سقطوا وهم يهتفون (فلسطين عربيه فلتسقط الصهيونية).
لقد أصبحنا على الأبواب لتحرير الأرض والعرض.
لقد هربوا أمام الجنود العراقيين الابطال كما يهرب ابو الحصين من الأسود.
هرب الغاصب الصهيوني أمام تكبيرات وأيمان الجندي العراقي وهو يقول (الله أكبر).
الا ان الخيانات العربية تكالبت من ذالك الوقت على العراق وقبلها على مصر جمال عبد الناصر؛ من مشيخات الخليج وأماراتها اللملوم.
أيها الاحباب..
على مدى عقود خلت بقي العراق يدافع جهارا نهارا عن الحقوق المغتصبة في فلسطين ويدافع عن مشيخه خليجيه هنا واماره ولملوم من الإعراب هناك لشر يهددهم من الشرق..
واليوم يعلنون وبكل اسف عن علاقات وتطبيع مع إسرائيل؛ فأعلنوا (ولو ابقوه سرا كما كان لكان اهون على النفس)، وكمن يحب أن يشيع الوهن والخنوع؛ وعلى لسان محمد بن زايد عن هذا التطبيع والصداقة.
ما يؤلم حقا حتى في قضية العرب الكبرى فلسطين ومقدساتها؛ لم تكن هناك كلمة موحده للعرب؛ فها هم يهرولون فرادى كل حسب مصالحه الشخصية ليتمكن منهم الضبع الصهيوني على انفراد.
ان هدفهم منذ عقود قتل وإنهاء العراق الشريف الغيور.؛ فحاكوا له المؤامرات وحاصروه ودمروه واحرقوا الحرث والنسل.
وهنا اتذكر قصة الجنود الذين استباحوا قرية؛ وكل جندي دخل بيت واغتصب المرأة التي فيه؛ الا ان إحدى النساء قاومت وامتنعت وقتلت الجندي؛ وخرجت عليهن وهي تحمل رأس الجندي المعتدي؛ وقالت لهن اكنتن تعتقدن سأسمح له ان ينتهك شرفي؟؛ هذا راسه لقد قتلته.
هنا استشطن غيره ومكر وقلن لنقتلها لكي لا تبقي رأسها مرفوع ونحن ذليلات امامها.. فقتلوها.
(قتلوا الشرف ليحيا العار)
وبذالك قاموا بقتل الشرف والفضيلة والشجاعة..
هؤلاء هم بني سلول اخزاهم الله.
عملوا ما عملوا بالعراق الشريف ليحيى عارهم وخياناتهم.
سأقتبس مما قال اخي وابن عمي الغالي علي الحكمت (لا يحق لدويلات تأسست بعد 67 ان تتحدث عن فلسطين؛ طز بحضارة الزوارق).
تحيه شرف وعز لكل قطرة دم سالت من أجل فلسطين ومن اجل العراق..
يسقط جرذان العرب في حانات أوربا وامريكا..
عاش الشرفاء الاحرار..
عاش صلاح الدين الأيوبي.
...................
بالمناسبة في حرب تشرين 73 كنت في الابتدائية؛ وكنا نخرج نهتف فلسطين عربيه فلتسقط الصهيونية..