اسماعيل السامرائي



ليتسامح معنا مخالفينا بالراي فيما سنطرحه هنا من فضلهم وبكل دساتير الدول بالعالم تلك التي تحترم صالح اوطانها وشعوبها تراعي بل وتعطي اولوية مطلقة لمكافحة درنات خيانة الوطن لتداعياتها المأساوية اينما حلت كنخرة هادمة ومن اهم من تقف عليه الدساتير في ذلك هو قطاع القوات المسلحة المكلفة بحماية حدود البلاد ورمزها الريادي لتجنب فرض اية ارادة مغرضة خارجية عن ارادة الشعب باتفاقه العام تعصف بأمنه وامانه ومقدراته وثروات بلاده،
ما جرى في العراق تحديدا في الانقلاب العسكري الذي قاده الزعيمان قاسم وعارف هو يجسد اولا خيانة للعهد الوجداني الشعبي من قبل اعيان الشعب ذلك الذي اعطوه للشريف حسين كي يرسل ولده فيصل معهم الى العراق فلا فرق بين اقطار الامة الا من حيث اهمية العراق لأنه يعد راس لهذه الامة وفعلا امر الملك ولده بالرحيل الى العراق بناء على طلب ووعد الوفد بان لا يتعرض لأذى وقالها حرفيا كما جرى لجدنا الحسين بن علي عليهما السلام ,وقد قام الرجل بواجبه خير قيام وافنى ذاته بخدمة صالح العراق كرأس للامة فاعد له بنية دولة مؤسسات وجيش عقائدي مهاب واختصارا فلا يليق ويستقيم مطلقا ان يباد نسل هذا الرجل بعدوة سافرة وجرم على يد من وجب عليهم رد الفضل باحترام من بنى لهم جيشهم كعساكر وجب ان يكون رمزا للوفاء للوطن وحماة لسوره وداخله من الفتن بعدم التدخل المسلح بالسياسة,
فقد كانت الخيانة منطلقا بصرف النظر عن الراي بالحراك السياسي الذي كان طبيعيا قبيل انعكاسات تيارات الساحة الاقليمية عليه فغادر السياسة راكبا القطار الثوري وعرض البلاد لأتون فوضى تجذرت وانتهت بالتدخل العسكري الدموي كإرساء سلبي غير مبرر لأنه مضي في الارساء الدموي بالتعاطي مع الابدال السياسي بالحكم بالنظرة المعكوسة بان الحكم تشريف غير مسؤول لا تكليف مصان ولكنا اليوم نرفل بنعيم الامن والامان والازدهار والاستقرار بريادة العهد العادل ورمزيته الجميلة كدول العالم المتحضرة وكما يتنعم اخواننا بالجوار في الاردن الشقيق على يد حكم نفس العائلة والعرق النبيل من السادة الاشراف والاطهار ,
فقد كان منطلق الاخلال هو من اولئك العساكر المخططون لانهم اغفلوا تدارك التورط بالعنف وحرمة الدماء وتعمدوا عدم اعطاء الاوامر الحاسمة بحفظ حياة الملك ومصير عائلته كما فعل نظراؤهم في مصر وكان بإمكانهم ذلك بإشارة عسكرية واحدة اذ تقول المذكرات انهم تعمدوا عدم الاجابة على تساؤل المشتركون عن التعامل مع الامر وتركوه منفلتا وهم عسكر وبالجهة الاخرة الخيانة كانت عسكرية ايضا بخاصة المكلفون بحماية القصر الملكي والعائلة المالكة من العقيد طه البامرني امر ثكنة الحراسة على القصر فقد خان واجبه وجبن وتخاذل امام القوة البسيطة المهاجمة حتى انه نادى الملازم عبد الستار لعبوسي بسيدي !!! فوبخه وشتمه وامره بتسليم الاسلحة وفعلا امر كافة الحرس بتسليم اسلحتهم والتخلي عن الواجب المكلفون به فكتفوهم كنعاج وفي ذلك بالطبع خيانة كبيرة بحق البلاد والشعب بفتح باب الفتن والفوضى الخطيرة والانفلات لما بدأ الانقلابين بتحريض الشعب على الفوضى والسلب والنهب والهدم ببيانات رسمية كانت الاغرب من نوعها!! فلا تثقف الشعوب على هذا انما العكس صحيح وللأسف قد جرى كل ذلك وخلف تبعات كارثية اثارها مستمرة الى الان بموجب ارساء دموية تسلطية فوضوية تتيح الصراع على السلطة وهو امر منكر بالشرعة ومستنكر بغالب الاعراف فقد سبب ما لا يحصى من ويلات ومحن دائرة , ولكن للتاريخ وجب ان ننصف من ثبت ونثني بكل احترام وتوقير على الشهيد مرافق الملك الشاب الملازم ثابت يونس الذي دافع بكل ضراوة مشرفة عن الملك بواجبه الاتم من مسدسه الشخصي وحسب حتى قضى شهيدا ولو كانت هناك سلطات تحترم نفسها ممن حكموا البلاد الى اليوم لكرموا هذا البطل وجعلوه ايقونة للإخلاص بالواجب والوفاء والاصالة الوطنية ولجرموا الخيانة العظمى التي ابتلينا بها بسبب اللهاث وراء كرسي الحكم ومغرياته خسف الله به الارض وخلصنا من شره وجرد من مميزاته وافقر من اغراءاته حتى يعود وظيفة بكل مسؤولية لا يتقدم اليها الا مخلص ينتقى وتفرض عليه كواجب وطني يتقبله بكل حذر وامانة امام الله والشعب وطائلة المسؤولية.