ابراهيم المحجوب 


منذ تأسيس الدولة العراقية وفي كل زمان يقع بعض الظلم على طبقة معينة او طائفة من قبل الدولة سواء بتردي الخدمات الاساسية او تشريع قوانين لايقبلها الشعب او فرض امور فقهية سياسية لا تلقى رغبة مجتمعية لها...عندما سوف تظهر نخبة من مثقفي وشجعان القوم للمطالبة بهذه الحقوق ويكون ذلك عن طريقيين الاول السلمي وهو الخروج بمظاهرات سلمية الغاية منها ايصال صوت المظلومين للسلطة وثانيهما يتولد عندما تقوم الدولة بالرد عن طريق اجهزتها الامنية التي تتحول بلحظات من سلطة لحفظ الامن الى سلطة قمعية باجتهادات شخصيه من قبل موظفين يقودون هذه الدوائر فيحولون نقمة الشعب من مطالب بحقوق الى متظاهر ضد الدولة تصل الامور احيانا الى نتائج لايحمد عقباها.. وهذا بسبب جهل بعض الافراد التي تمثل السلطة والتي تتناسا انها العين الساهرة لحماية ابناء هذا الشعب... 
اما في اوقات اخرى وخاصة عند الاحتلال الانكليزي تجد ابناء الشعب المتمثل في وقتها بالعشائر العربية الاصيلة من الشمال مرورا بالغربية والى مضايف ابناء الجنوب قالوا كلمتهم للمحتل عن طريق فوهة البندقية والمگوار ضد مدافع واسلحة المحتل.. وكانت الشرارة الاولى انطلقت من ابناء السماوة والناصرية والانبار. واستمرت حتى خروج آخر جندي من جنود الاحتلال 
ومن طرائف تلك المعارك ان المعادلة العسكرية لقوة الطرفين شجاعة الثوار مقابل اسلحة المحتل.. فانتصرت الشجاعة على القوة وربح الثوار المعارك وتم انسحاب الانكليز وتسليم البلاد لاهلها... 
واستمرت الحياة السياسية في العراق بكل انظمته بين ملكية وجمهورية وبين ديمقراطية ودكتاتورية وبين قيادة حزب واحد ومئات الاحزاب وبين حكومات قمع وخوف الى حكومات نهب وسلب للثروات الوطنية بين ملك او رئيس مرفه مع حاشيته وشعب يعاني الامرين وفي كل فترة زمنية تظهر نخبة طيبة من ابناء هذا الشعب ليقولوا للسلطة كفاكم ظلما وعدوانا بابناء شعبكم واول ماتنطلق دوما وعلى مر العصور من مدينة الناصرية وهذا دليل على حضارة وثقافة وشجاعة اهالي هذه المدينة الذين بدأو بثورة العشرين وقاتلوا مع الثوار لطرد المحتل وكانت النتيجة بالنهاية النصر وتحرير البلاد من الاحتلال البريطاني... 
وبعد احداث التغيير من النظام الملكي الى النظام الجمهوري ومارافقها من ثورات وانقلابات عسكرية وتفرد احزاب وقيادتها للدولة بصورة فردية ولدت شعور لدى بعض المواطنين بانه مغبونون وان السلطة تستثني ابناءهم من قسم من المناصب الحساسة فتولد لديهم الشعور التام بانهم مواطنين من الدرجة الثانية وان قسم منهم لم يأخذ حقوقه كمواطن شريك في هذا البلد فانتفض اهالي الناصرية من جديد ولم يعنيهم اويهمهم حبال المشانق التي تنتظرهم لانهم يعرفون ان لكل شيء ثمن والحرية ثمنها باهض جداً.. 
نعم انهم ابناء ذي قار والمنتفگ والناصرية هذه المسميات التي تسمت بها مدينتهم على مر العصور والازمنة... 
اليوم وفي ظل الفساد المستشري في الدولة العراقية وفي الوقت الذي يعاني به المواطن العراقي من الحرمان التام من خيرات ثرواته الوطنية انتفض ثوار الناصرية من جديد ليصححوا المسار للدولة ومؤسساتها كافة ويعيدوا القطار الى سكة السير الصحيحة.. وكالمعتاد ومثلما يحدث في كل مرة تستمر مظاهرات اهالي الناصرية الى حين الاستجابة من الدولة وعلى الدولة الاستجابة الفورية فرجال الناصرية لا تعبر عليهم الوعود الكاذبة لانهم عاشوا كل التجارب بدأ من الاحزاب الماركسية التي كان تأسيس لبنتها الاولى في مدينتهم الى الاحزاب العلمانية والانتقال الى سلطة الاحزاب الاسلامية بعد احداث 2003 ولذلك ان خبرتهم بالسياسة لاتقل عن شجاعتهم وان مطالبهم مشروعة قانونا وهي ابسط مقومات الحياة.. ونتأمل من الدولة وخاصة الحكومة الجديده تلبية مطاليب المتظاهرين في كل ارجاء العراق وتعزيز العلاقة من جديد بين المواطن والدولة والاجهزة الامنية وان نبني عراق جديد خالي من الشوائب بعيد عن ايادي الفاسدين..... 
فتحية والف تحية لشعب الناصرية وهو يطالب بحقوق العراقيين كافة... وتحية والف تحية للحكومة العراقية وهي تستجيب لمطاليب ابناء شعبها العراقي البطل....