مبدر المشهداني


كنا طلاب شباب يافعين.
في كلية الهندسة بالموصل دارسين.
في ذالك الزمن الحنين.
في عام ألف وتسعمائة وثمانين.
انها قبل أربعين من السنين.
مجموعه من الطلبة الطامحين.
قلوبنا ضاحكه وبالأيام مستبشرين.
محبتنا لبعض لها عبق الياسمين.
يوم السفر عصرا في المحطة متجمعين.
من بغداد والكوفة والانبار والبصرة وخانقين.
من السماوة وبابل وسوق الشيوخ وصلاح الدين.

بالشجون صوت القطار ينذر للرحيل
 سرهنك؛ يودع حبيبته نسرين.
عادل كاظم؛ ينادي سنلتقي حبيبتي ام الربيعين.
ذنون؛ يودعنا بقبلات للبغداديين.
علي شافي؛ يحلف تجلس بقربي يا مبدر يا أبن الاكرمين.
مظهر صاحب؛ يقهقه مع فالح حسن عليوي لمقلب فعلوه بالأخرين.
عثمان؛ يُقًبل عباس عبد الامير يرسل معه سلاما إلى كربلاء والحسن والحسين.
ليلى تقرأ رواية بين القصرين.
نسيم الشمال يداعب الأشجار والإعلام والنياشين
جنار توزع قناني البيبسي الباردة مع زين العابدين
حسين خلف يراجع أجوبة الامتحان مع رحمن فهد ومحمود صبار وفاتن وشيرين.
زينب واوميد يوزعون فستق وتين.
مازالت أمامي مناظر العاشقين.
 مريم وكوركيس يحملون حقائب وفساتين.

القطار يوشك على الرحيل..
ولك ياريل لا تجعر فلم يصل صديقنا حمزة ولا محمد حسين   ولا باسم ولا ياسين.
ولك ياريل لا تمشي؛ فذلك صديقنا قادم؛ عامر حميدي ومعه حسن الحلى وعامر صبار وستار وصابرين.

يا لها من ايام ومن سنين.
كان فيها الحب والصدق والحنين
كان يكفي لكل العالمين.
واليوم محطة قطار الموصل خراب وما بها من عابرين.
وتمثال عثمان الموصلي اختفى كباقي المشردين.

محطة قطار الموصل أيها الصرح العظيم الحنين.
كم لهونا بك كم فرحنا كم حلمنا كم تواعدنا على مر السنين.
 كم من العشاق احتضنت جدران المحطة كانت مسندا ومتكاءا لكل العراقيين.
كانت مناما لألاف الجنود الابطال المتعبين.
نزلت دموعي امام بقايا حطام المحطة ومالها من حاجزين
أنني انا اليوم حزين.
 أكلم الأحجار تسمعني؛ واسمع تحتها الانين
 فهل يا حكام منكم من سامعين.؟