سيد عبد العال سيد


قادم من مكان بعيد يحمل صرة من القماش على كتفه يجول بها في أرجاء القرية ينادى (حرير ليبيا ) تستوقفه إحدى النسوة كي تشترى فستانا.. يجلس بجانب الشجرة ثم يفك اللفة حتى يفرد القماش تلتف حوله النساء يقلبن الفساتين الملونة.. يسأل إحداهن عن مكان يأويه قالت اذهب إلى كبيرنا عم صالح سوف يقضى لكَ حاجتك.. كنتُ أعيش في مرسيليا ثم قامت الحرب وتعلمتُ التجارة منذ طفولتي ,أحسستُ بالاطمئنان هنا.. رق قلبهُ موقعاً عقداً له ابتسم ..ذاتَ مساء يأتي بزوجته وأهلها من النساء ليسكنوا في المنزل الجديد.. تخرج إحداهن بفستان فوق الركبة مكشوفة الصدر تسير على شاطئ البحر الميت كي تتنفس رائحة الزهور العطرة .. تبصر أعلى الشجرة ترى تجمع العصافير فوق الأغصان وهم يلتقطون الحبَ في سكون بينهم يمامة تلتقط القش والورق من الأماكن البعيدة كي تبنى العُش ..أطلقتْ رصاصة إلى الشجرة.. صرختْ اليمامة صرخات تمزق الأفئدة.. ضحكتْ بصوتها الجذاب يراها عم صالح تفتح أفاقاً في عالمه الوجدني لتسكن بين مشاعره.. نظرتْ إليه ..تساءل  بشغف من أنتِ ؟!.. تُبلل شفتيها اليابستين ثم تضغط على إحداهما فتخرج من بينهما فاتن.. تذكر سريعا أنها إحدى فتيات غريب اللاتي أتاهن بالليل.. يعود إلى منزله تطرق مخيلته بكلماتها المعسولة التي تشق الطريق إليه.. يحاول أن يقابلها تراهُ من نافذتها الحديدية فتزين وجهها بالمساحيق ثم تخرج بفستانها المثير يتمشيان في طريق مجهول للمارة ماسكاً يدها ترتعد من نظراته الحارة التي تفجرا لأسوار بينهما ابتسمتْ.. يمرر يده على كتفها الناعم متمرغَين على نبات النجيلة.. ينشط عقل غريب في تحقيق أمنياته الدانية كي يضع أساس البيت الكبير.. يجمع أصدقائهُ من الأماكن المتفرقة ليوفر لهم مساحات كبيرة  من الأراضي المقدسية, مطمئنين على ماصنعه غريب في أرض الميعاد.. في غروب الشمس يلتقيان عند صخرة الأمواج تلوح على وجههما غربة المسافات محاولاً أن يمسك يدها تنأى عنهُ بعيداً.. يقترب مرة آخري تصفعهُ بيدها على خده يحمر وجهه ثم يتوعدها بالطرد.. ضحكتْ بسخرية ضاربة بقد مها على الأرض أنا هنا.. كتم غيظهُ ومضى في طريقه الليلي ...