الإعلامية ندى الكيلاني
يا من اخترق كياني
و سكن أعماقي
أبد الدهر إلى نهايتي
يا من كانت غابات صدره
مدينة عاشت داخل روحي
يا من غرقت في مجاهل محيطه
رافضة النجاة أو الفرار
يا من صنع من راحة يديه
وسادة أنام عليها كطفلة
لم تنم منذ أن وجدت
في هذا الفضاء العظيم
يا من لا أخشى الظلام معه
و إن أغمضت أجفاني
يا من زرع جسده في جسدي
إلى أن نبتت جذوره
و بات يستحيل الاقتلاع
يا من صنع لي عوالم جديدة
أدهش و أنا أتجول فيها
ك أليس في بلاد العجائب
أو رواية ليل الغرباء
يا من لم أعد أحترس ألغام حقوله
فحتى الانفجار و التمزق إلى أشلاء يغريني
يا من عشش في قلبي الصغير
و أنجب فيه أطفالا لا تعرف التحليق
يا من جعل من الانتظار متعة
و من البعد خبرة
و من اللقاء جنة
و من العناق حلما
لا تريد له نهاية
يا من كنت كتابا مغريا
لا يمل قرائته و وجب التدقيق في المعاني
يا من كنت عاصفة و لست مجرد رجل
مر من جانب كوني و هز عرشي
يا من كنت سحابة مطر خصبة
هطلت فوق صحرائي
و أعادت الحياة حتى للأشواك
يا من يحاصرني أجمل حصار
و يحتلني أروع احتلال
و يتغلغل في الأوردة و الشريان
و لا يترك مجالا للتمرد و العصيان
يا من يقف كالصقر على قمة أهدابي
منتصرا ينتظر إعلان استسلامي
يسقط الجبابرة أمامك
فكيف لي أنا أن أقف في وجه الطوفان
فأنا و أنت كتوأمين من رحم واحد
رحم الهوى و العشق و الجنون
فأي ولادة أجمل من هذه الولادة
0 تعليقات
إرسال تعليق