إسماعيل السامرائي
لن يضير بن تونس ومصر ومسقط وجزر القمر واليمن ان تولى حكم الاتحاد العربي غدا لبناني درزي او فلسطيني مسيحي او عراقي شيعي او سوري كردي او مصري قبطي مادامت العدالة كحجر اساس تؤمن وتحفظ وتكفل وتصون الحقوق فلم يكن ليضير ملوك وامراء العرب السابقين قيادة الامة من المدينة المنورة كما لم يضير الامة انه تقاد من المماليك وهم من ايتام الحروب كما لم يضير قادة وجند العرب قيادة صلاح الدين لهم ككردي لما حققوا عدلا اوصلهم لاحترام العالم وفتح الله لهم فحرروا فلسطين التي اشبعناها مزايدة وتاجر بها كل ادعياءنا ولم يتضرر الاقتصاد العراقي بوزارة ساسون كيهودي انما ما ضرنا فعلا هو تقبلنا لتسيد الفاسدون الادعياء المتمسلمون.
فعندما ينظّر بآراء ودراسات تولي تهيئة الاعداد السليم لكتابة دساتير تكفل انجاح مسؤولية الحكم بكامل متطلباته عبر توافر استقلالية وكفاءة ومهنية واخلاص والخ فأننا نضيع الوقت عبثا ونظلم امهات افكار عقيدة ساد بها اسلافنا العالم من خلال سمة واحدة حققت كل ذلك باستراتيجية منطقية ازلية ومرتهنة وخالدة ولازالت بسمتها تلك تشغل بال دهاقنة واصحاب مشاريع اذلال الانسانية وتجيير صالحها لأهداف توسعية ظالمة مصلحية غير مشروعة انها ((العدالة)) ايها الاحبة هي من تجمل هدف كل دراساتنا وابحاثنا ووجب ان يتمحور من حولها حراك مراكز بحوثنا التنظيرية التي استنزفت مهجة التطلع بقاعدة افكار الاجيال وقلوبهم ولم يعد احدا يقرأ بشغف من امة إقرأ لانهم ملوا التنظير الكلامي وكثرة الاقوال وتقاعسها وتخاذلها ازاء الافعال فلقد اشبعنا واسلافنا قضيتنا المصيرية شرحا وتبيانا وتحليلا وتنظيرا ووضعنا ملايين الاصابع على موضع جرحها ولم يتداوى بل احتقن وتعفن حتى تقرن بغياب مصداقية النوايا والاخلاص لها التي يتطلبها تحقق العمل الناجح ,فإنما غرقنا بما نحن فيه من مستنقع فشل وتراجع اليم الا لأننا ابتعدنا عن الاصل وتهنا في تفاصيل وسبل الالتفاف حوله بمسالك مستوحاة ومكتسبة من الخارج ونسينا ان واضعيها قدروا وقيموا اصل مرتكزنا العقدي بعدالة الحكم وبنوا عليها نواة افكارهم فما بالنا من قرون نلف وندور بعيدا عن الاصل تائهين في صحراء سياسة ادامة معاناة الخضوع للظلم والتسلط !! لقد كسب سلافنا العقول قبل القلوب بالعدالة لا بالقسر والتسلط والطغيان لما رأى الناس ولمسوا وتحققوا انهم لا يظلم عندهم احد وانهم يتوخون السواسية بدل التسييس الخداع الذي غرقنا فيه وعمت المظالم وتراجع قدر امتنا على ايدينا وبأنفسنا حتى يأذن الله بفجر جديد .
0 تعليقات
إرسال تعليق