موفق الخطاب



ليس مستغرب تماما ما اقدم عليه القضاء العراقي من قبوله لشكوى مقدمة من قبل مجموعة محاميين عراقيين اشك مسبقا انهم قد حصلوا على شهاداتهم في القانون من الجامعات العراقية الرصينة الى يوم الاحتلال و التي كانت يوما مصدر اشعاع للعلوم بشتى أنواعه ضد مالك قناة دجلة الفضائية المدعو جمال الكربولي لعدم التزام القناة واستمرارها لبثها برامجها الاعتيادية في يوم عاشوراء الذي يصادف يوم استشهاد الامام الحسين عليه السلام في وسط بلد تعمه الفوضى ويتسيد عليه الرعاع والجهلة !

من حق أي مواطن ان يلتجئ الى لقضاء في أي امر من اموره, لكن هنا يأتي دور القضاء ليغربل الكم الهائل من الدعاوى و ليكون له الكلمة الفصل في قبول الشكوى او ردها حتى لا يكون العوبة ومحل تندر في الأوساط المحلية والإقليمية والدولية , وبالذات فيما يتعلق بأمرعام يتعلق بسمعة العراق وشعبه ,او فيما يتعلق بالتعامل مع حرية التعبير سواءا للافراد او الجماعات وضمان حرية الكلمة والصحافة واستقلالية الفضائيات مالم تنتهك حرمة الآخر او تنزلق في القذف والتشهير اوالتطاول على الرموز وغيرها من الانتهاكات المنصوص عليها دستوريا او في القانون المدني العراقي ..

اما رضوخ المحكمة لطلب أولئك المحامون وإصدارها لمذكرة القاء القبض على المدعو الكربولي فهذا امر يدعو الى الوقوف عنده مطولا !!

هنالك الاف القضايا التي لم يبت فيها ذلك القضاء ولم يصدر عنه أي مذكرة القاء قبض وقسم منها تهز اركان الدولة وربما قد تسقطها بالضربة القاضية ان لم تتدارك امرها ,وعلى سبيل المثال لا الحصرفان ملفات جرائم المالكي وجميع طاقمه والهروب من الموصل وشهداء سبايكر قد تحتاج المحاكم العراقية لاعوام حتى تنجزها وكذلك اجرام عادل عبد المهدي وقتله للمتظاهرين واجرام عصابات الخزعلي وغيره من القتلة وانتهاكات المليشيات والأجهزة الأمنية والاف القضايا من النهب والتزوير وانتهاك الاعراض وحقوق النسان والمغيبين والقائمة تطول ..

انا لست هنا في موقع الدفاع عن القناة ولا مالكها علما انه لو تم اصدار مذكرة القاء قبض واحضار بحقه لفساده او لتزويره او لصفقاته في بيع المناصب لصفقنا و لوقفنا وقفة اجلال وتقدير لذلك القاضي والمحكمة لجرأتهم في الحق , اما ان يتم التعامل بهذه السرعة مع قضية قناة فضائية وإدانة مالكها والاقدام على حرق مكتبها وسط بغداد وتحت انظار القوات الأمنية وتعريض كادرها للإرهاب ليس لشيئ الا لأنها لم تقدم على تغيير برامجها الاعتيادية , ولم يخرج صاحبها ليقرأ على الملاء المقتل او ينقل زعيق باسم الكربلائي او عمار الكناني او المسخ حسن نصر الله ,ولم تستعرض لنا تلك القناة وجوه العامري والخزعلي ومقتدى وعمار الحكيم وفالح الفياض ورشيد فليح وغيرهم من المنافقين وهم يصطنعون الحزن والبكاء وهم من قد ذبحوا اتباع الحسين واتباع عمر وحتى اتباع عيسى ويحيى بل لم يسلم من اجرامهم الحجر ولا الشجر!!

ولم يدار الكربولي امره وخبزته كغيره من منافقي القنوات لربما كان منغمسا في صفقاته او ملذاته بالايعاز ببث مشاهد اللطم وضرب الرؤوس والدماء التي تسيل على الوجوه والتمرغل في الطين وربما القاذورات ورايات يا لثارات الحسين والتقرب بلعن الصحابة والتعريض بالطاهرة عائشة الصديقة ,نعم ذلك الذي يرضيهم لتستمر الفضائيات والصحافة دون مضايقة بل ربما تغدق عليها الأموال من الخمس ومن ميزانية العراق !! اما غير ذلك النهج فهي اما قناة وهابية او إرهابية داعشية او بعثية عفلقية !!

ماهذا التخلف ونحن على أبواب التسابق العالمي العلمي والتقني والاقتصادي والعراق ما زال في قعر التخلف ويغرق الى الاذقان جهلا بفضل الخونة والذيول والمتخلفين ؟؟

 فإما ان تلطم على الحسين عليه السلام او تشاركني في الحزن وتغيرمن نمط حياتك او انك عدو لي وفي صف يزيد ومن حقي بعد ذلك ان اصفيك ولا مكان ولا عيش لك في مملكتي!!

هذا التوجه غير الحكيم ولا المدروس من قبل القضاء العراقي سيفتح الباب على مصراعيه في قابل الأعوام ان بقي حكم هولاء الجهلة وسيدخل العراق في نفق جديد من الصراع الدموي !!

 فمن يحمي المواطن العراقي المعتنق لباقي الأديان والمذاهب من سطوتهم وجبروتهم ان لم يلطم معهم ويلبس السواد ويشق الرأس ويلعن ؟؟ ربما سيودع الجميع في السجون او تحرق بيوتهم فوق رؤوسهم كما أحرقت فضائية دجلة !!

فقط أتوجه بالسؤال للقضاء العراقي؟؟؟

ففي جميع الأديان والمذاهب السماوية والارضية هنالك تضحيات ودماء سالت من قبل دعاتها ,فهل الزمت الديانة المسيحية واليهودية والبوذية مثلا الفضائيات في بلدانها بتغيير برامجها ؟؟

استعينوا بالقضاء الأمريكي والفرنسي وحتى اليهودي وتاكدوا منهم هل صدر بحق صاحب صحيفة او فضائية مذكرة القاء قبض ضد مالكها او احرقت مكاتب فضائاتهم عند ذكرى صلب المسيح عليه السلام او رموزهم ؟

اخشى من القضاء العراقي في عاشوراء القادمة ان ينصاع لطلبات زمرة أخرى المتخلفين وينزلق ويصدر القاضي الهمام اوامر القاء قبض او استدعاء بحق ملاك مواقع التواصل الاجتماعي مثل الفيسبوك والواتس اب والانستغرام والسناب جات والتويتر والماسنجر والفايبر والتلكرام والبوتم والسكايب وزووم وكوكل وكروم واحضارهم الى عاصمة الرشيد بغداد عندها ستكون فضيحتنا بجلاجل!!!