كاظم المقدادي


عندما تكون القضية تتعلق بمستقبل وطن.. علينا ان نعيش بيقظة وحذر ، ونعيش على حد السيف ، و قلق المصير ، وان لا تكون عواطفنا سريعة مؤقتة ، عابرة مرتبكة .
لا شي يساوي قلقنا المشروع ان لم نتبناه ، ويصبح على قيد التاريخ ، ولا شيء يمنعنا من ان نكون على قيد الانتظار ، فالقابض على الجمر .. في مثل هذه الظروف الصعبة والمعقدة ، يجد نفسه ، امام لحظات متوهجة قاسية ، وامام تساؤولات لا تنتهي ، وغموض لا ينجلي.. لكنها لحظات يتجلى بها الوطن بكل صوره ومعانيه .
مالذي يجعلنا .. نصدق او لا نصدق ، ان نتائج هذا الجهد الامني الواسع لجمع السلاح المنفلت ، والذي انتظرناه طويلا .. غير هذا الواقع المر ، من رصيد للفساد ، والعمالة ، والعبث الذي لا ينتهي ، وسلسلة من الوعودالكاذبة والمدمرة ، التي وعدنا بها من كان على راس السلطة التنفيذية قبل السيد مصطفى الكاظمي .
اليوم .. يريدون منا ان نصدق .. وان نطمئن مرة واحدة ، وان نقتنع ان عملية جمع السلاح المنفلت من مدن الجنوب ، ستكون بداية لنزع سلاح الميلشيات المنفلتة .. وستنهي معاناة العراقيين الى الابد .. وتطوى صفحة هيمنة اللادولة ، التي انهت كل الآمال في العيش بسلام و وئام ، وكا نت وما زالت ، العقبة الحقيقية ، لعودة الحياة الطبيعية الى الوطن والمواطن ، وعودة الاستثمار ، وازدهار الاقتصاد ، وتحقيق الامن الغذائي ، وايجاد الفرص الكبيرة لشبابنا الضائع .. بين احلام الهجرة ، وكوابيس اليقظة .. اكثر من مرة .. يصف لنا السيد رئيس مجلس الوزراء .. ان هناك من يريد ان يبقي العراق في حالة فوضى .. وهو بحق تشخيص سليم .. لكن بحسابات بسيطة ، وبفطنة الاجهزة الامنية الواعية ، يمكن القبض على الجناة في ليلة واحدة ، فالجميع يعرف من هم هؤلاء .. فردا، فردا ، وخلية ، خلية ، وحزبا ، حزبا.
اذن .. لماذا نذهب بعيدا حيث مدن الجنوب ، و بغداد مهددة ، والصواريخ تطلق بشكل يومي على المنطقة الخضراء .. وعلى المناطق المحيطة بالمطار .. وهل يعقل ان اجهزتنا الامنية ، بكل معداتها ، وتجهيزاتها ، ومصاريفها .. لا تستطيع القبض على مطلقي الصواريخ في العاصمة .. ثم تذهب الى عشائر الجنوب لنزع سلاحها ..؟
يا سيادة الرئيس .. انت تعرفهم حق المعرفة .. وكنت تشخصهم بدقة ، وفي كل مرة ، وكل مناسبة ، تكون لكم فرصة الحديث عن الواقع بحيرة الحيران .. الذي دمر البلاد والعباد ، فلماذا هذا اللف والدوران .. جميل انك .. بدأت بقوة القانون لجمع السلاح / لكن الخشية كل الخشية .. ان تكون محاولة جديدة لامتصاص غضب الشارع .. كما فعلت عند استقبالك لعوائل الشهداء ، ( هناك فيديو انتشر على مواقع التواصل ) .. لشقيق الشهيد امجد الدهمات .. يتهمك بالتسويف والمماطلة ، ومحاولة لامتصاص غضب وحزن عوائل الشهداء ، كما فعلت مع عائلة هشام الهاشمي ، وعائلة رهام .
اعترف .. اني من الذين قد زادتهم الحيرة في توجهاتك .. وتقلباتك ، والارتخاء الوطني الذي طوقك .. ولكم من الوقت اليسير امام حلول الذكرى الاولى لانتفاضة الشباب في الاول من تشرين .. وستعلوا صيحاتهم ، وتلتهب حناجرهم .. و مازال الجميع بانتظارك لكي تضرب بقوة القانون اعداء الوطن.. وتنتقل من حالة التسويف والتزيف ، الى حالة تنقذك من الخوف والتخويف .
فكن رئيسا مهابا لايام افضل من ان تحكم طويلا بلا هيبة ، وبلا عنوان.