ابراهيم الدهش / العراق


تناقلت صفحات التواصل الاجتماعي مقطع الفيديو المثير للجدل لسيدة مصرية وهي تدخل في جدال مع ضابط شرطة برتبة مقدم واحتدام الخلاف بينهما

المقطع المصور المتداول يظهر سيدة في الخمسينات من العمر تدخل في مشادة كلامية مع ضابط شرطة بعد رفضه لقيامها بالتقاط الصور داخل المحكمة وعدم ارتداء قناع واقٍ من فيروس كورونا المستجد، هذا ما شاهدناه ضمن مقطع الفيديو المصور

علما أن دولة مصر والبلدان العربية تفرض على العاملين والمترددين على الأسواق والمنشآت الحكومية والبنوك باستخدام الكمامة الواقية، كما فرضت الحكومة المصرية غرامة تصل إلى 4000 جنيه (ما يعادل 250 دولارا) على المخالفين، وفقا لقرارات الحكومة المصرية 19 مايو/أيار 2020

أما تفاصيل الخلاف الذي ظهر من خلال الفيديو المتداول، يبدأ من وقوف السيدة أمام الضابط الذي قام بتوقيفها لعدم ارتداء كمامة والقيام بالتقاط الصور داخل المحكمة، لترد عليه قائلة (أنا مستشار وعضو تابع للأمم متحدة)

بعد تصريحات السيدة طالبها الضابط بإظهار هويتها لترد عليه برفض قاطع مما جعله يؤكد لها أنه إن لم تظهر هوية عملها سيقوم بإحضار شرطية ووضع الأصفاد (القيود) في يديها وإدخالها السجن، فردت عليه السيدة بلفظ غير مقبول كما سمعناه جميعاً، وهو ما جعل الضابط يطالب أحد الحضور بتوثيق الواقعة بمقطع فيديو.

بعدها قام الضابط بأخذ الهاتف المحمول الخاص بها حتى تأزم الموقف بينهما وأصبح كما هو موجود في مقاطع الفيديو..

ويبقى السؤال المطروح على طاولة النقاش، من هو المذنب والمقصر!! هل السيدة المصرية العربية صاحبة الأخلاق والأناقة والذوق وعما تحدثت به بصوت عالٍ لضابط الشرطة وتناست أنها مسؤولة ومن موقع مسؤوليتها عليها التعاون مع أجهزة الدولة الرسمية وكذلك الظهور بالمظهر الذي يرتقي بموقعها بحيث تكون عنواناً مهماً بصفتها مستشار للأمم المتحدة ورئيس نيابة، كما ادعت؟؟

أم الخطأ عند ضابط الشرطة في تعامله مع المراجعين في دوائر الدولة.. نعم التعامل بالتساوي لا فرق بين مسؤول أو مواطن عادي ولكن يبقى التعامل الإنساني والأخلاقي واحتواء الأزمات وعدم تصعيد الخلاف بحيث يصل إلى ما لا تحمد عقباه والذي يترك من جراء ذلك أثراً سلبياً للمرسوم الذي يحمله على الأكتاف وخاصة إذا كان الخلاف مع النساء.. 
لأننا مجتمع شرقي ولدينا أعراف والتزامات لا يمكن تجاوزها؟؟

ام الخطأ يكمن في ترويج الإعلام للقضية و تأجيج المواقف وذلك في التسابق لتسليط الأضواء على الجوانب السلبية المقصودة وغير المقصودة التي تصدر من المواطنين ونتناسى بأن الفيس بوك وتويتر وشبكات التواصل الاجتماعي الأخرى، جعل العالم قرية صغيرة وأننا ننشر غسيل مجتمعنا ونعكس الصور السلبية للبلد تاركين الاعمار والبناء مع بقية المواقف الإيجابية التي تثلج الصدور ونفتخر بها كعرب وكشعب واحد مثلنا كمثل الجسد الواحد..