عبد الله عباس


كنت اتابع لقاء مع احد الأعلاميين له حظور متميز من خلال برنامجه السياسي ويبدو ان القناة التي اجرى لقاء معها ايضا كانت انطلاقة شهرته ‘ محور اللقاء كان تداعيات بقاء امريكا في العراق و قوة تاثير وجودها ‘ استغربت من كلام الأعلامي الضيف الذي قاله بصيغة السؤال : انا لاافهم لماذا لاتعلن الادارة الامريكية عن القوة او الجهة التي افشلت الخطة الامريكية في العراق مما أدى الى هذا الوضع المعقد …؟!
ان الادارة الامريكية على خطاء في ذلك وان اعلانا صريحا عن برنامجها وتحديد الجهة التى افشلها يؤدي الى تغيير الوضع وسترى ان القوة العراقيه بدعم من القاعدة الشعبية تكون معه لنجاح برنامجها كما رسمها منذ الاحتلال ..( للامانة لاادعي هذا نص كلامه ‘ ولكن واثق من المعني والمقصود منه).
صعوبة الاحداث
يمكن يتذكر العراقيون من الذين لم يؤدي صعوبة الاحداث في بلدهم مصيبة النسيان, منذ (نعمة الاحتلال …!!) عندما صمم مصدر القرار في الادارة الامريكية في نهاية التسعينات القرن الماضي على المضي قدما باتجاه (تدمير ارادة العراق الدولة ) تحت عنوان انقاذ العراقين من النظام الدكتاتوري ‘ ونشر معلومات وبشكل واسع عن خطوات تلك الادارة بدءا بالانفتاح على ماكان يسمى بالقوى المعارضة للنظام في الخارج و تم فتح اكثر من قنوات اعلامية موجهة للعراقيين في الداخل مهمتهم في تلك المرحلة الترويج لاستعدادات (القوى التحررية بالدعم الامريكي لانقاذ العراقيين ) من الظلم ‘ ومن ضمن تلك الخطوات ايضا، ان الادارة الامريكية وباشراف مباشر من المخابرات ‘ فتحت دورات لنخبة مختاره من العراقيين من الشباب لهم نشاطات اعلامية وتم تعيين بعضهم في المؤسسات الاعلامية العاملة داخل امريكا وموجهة الى العراقيين ‘ عاد هؤلاء النخبة الى العراق بعد الاحتلال منهم من اصبح نجم (التحليلات السياسية ) ومنهم من كلف بالمسؤولية في نفس المجال تم تدريبهم عليه قبل الأحتلال و عند ظهورهم وهم يحللون (ولحد الان) ولايزال يركزون على الحديث عن الوضع باتجاه يؤدي الى محو ذاكرة العراقيين واتذكر جيدا انه بعد الاحتلال ‘ يوميا يظهر احد من هؤلاء على فضائيات المنطقة والعراق يدعو العراقيين لنسيان الماضي وسمي توجهه الاعلامي بـ( نهاية الروح الوطنية الكلاسيكية ….!!!) والأنفتاح على البناء الحديث منفتح على كل الاتجاهات ( كأن لسان حاله يقول : تعلم وطنية العصر من زلماي خليل زاد ترك وطنه افغانستان وسهل طريق احتلاله ليطردوا طالبيان و يشجعون بالأهتمام بزراعة خشاش في اراضيهم ..!!) وتوسع في حينه مصطلحات ساخرة بديلا عن (الوطنية والقومية والخصوصية الوطنية …ألخ ) لذلك عندما سمعت دعوة الأخ لأمريكا ان تعلن عن الجهة التي عرقلت برنامجها في بناء العراق الجديد بعد (التحرير) تذكرت تلك الدورات و ماسمعنا منهم (ولايزال ) باتجاه الترويج بان الامريكيين فعلا اتوا لتحرير وبناء العراق كما يتمنى هو والعراقيون ولكن يبدو ان هناك (قوى والجهات الاقليمية – والغريب لايقولون العراقيون) يعرقلون تنفيذ الخطة …!! علما ومنذ البداية ان الادارة الامريكية نفسها لم تخف اهدافها البعيدة والقريبة في خطة تخريب العراق بحيث اي مواطن واع يشعر بان الهدف الاساس هو تخريب العراق ‘ وما كان رفع الشعار ( انقاذ العراقيين الشيعة والكرد من ظلم النظام ) الا خطوة لفتح الباب لروح الانتقام والتخريب ودليل بان الادارة الامريكية تسعى لتدمير العراق وخلق اطراف تخدم اسرائيل من جهة وتمكينها من السيطرة على نفط الشرق الاوسط و استعمال العراق ورقة ضاغطة على دول الخليج وعلى ايران وان نجاح امريكا في العراق يعني انتقالها الى فلسطين والقضاء على المقاومة هناك وهذا يعني أسرائيل هي التي ستقرر مصير جميع دول المنطقة بما فيها ايران …!! اليس ما يحدث الان تحقيق هذه الاهداف …ومن ياترى معرقل تنفيذ تلك الخطوات ليدفع الاخ (ذو الروح الوطنية والانتماء العصرية) زعلان على الادارة الامريكية لانها لاتعلن من يعرقل برنامجها التحرري ….!! لو ان الادارة الامريكية في عصر ترامب اصبحت ( تخجل ) ولاتريد تفرض نفسها على الاخرين ؟
هناك مثل كردي شائع بين الناس يقول: (اذا طمست قليل الحياء عشرات المرات في البحر كلما يخرج من الماء،يقول: عجباً ارى أنني غير مبلل ؟!!…..)
أقول كمتابع متواضع، أن كل ما يقال عن هزائم أمريكا المتلاحقة صحيح، ولكن لي شعور أن القول (….وشكل الإنسحاب الامريكي من العراق فشلاً إستراتيجياً كبيراًومؤشراً لانسحاب من المشرق العربي كله،،وأن قرار الإنسحاب من العراق ليس سوى قرار يعكس فشلاً في أداء المهمة التي شنت الحرب لأجلها، وأن هذه الخطوة تعني طي فصل أليم من التاريخ الامريكي….!!) واضافة احدهم عتاب على امريكا لماذا لاتكشف عن من يعرقل تنفيذ برنامجها في العراق كلام وتقييم غير دقيق و قراءة الوضع العراقي الداخلي بعد مرور سبعة عشر عاما وبعد خروج العسكر، يظهر بوضوح أن العدوانية الأمريكية (نخبة القوة والمسؤولة عن تنفيذ ثوابت هدف التوجه إلى العراق) ، نفذت اشياء كثيرة من الاهداف التي تم وضعها بشكل منظم، ضمن برنامج عملية الغزو وستستمر نتائجها على اهل العراق كارثيا حيث بوادرها المدمرة ظاهرة الأن للعيان .
تحركات امريكية
كثير من المحللين يركزون ومنذ بدء تحركات أمريكا بهدف الغزو على موضوع السيطرة على الموارد النفطية، وتشكيل سلطة في العراق تكون موالية لهم، في كل الأحوال عندما تكون القوة الغازية أمريكا والبلد المحتل وادي الرافدين، فتوجه المحتل الى نهب الثروات تحصيل حاصل، ولكن الذي حصل ويبقى أثار ماحدث لأطول فترة ممكنة وبشكل مبرمج مخطط له مسبقاً، تم لامريكا بنجاح مع الأسفبدءاً ب : تدمير كل ركائز الدولة العراقية، ثم خلق فوضى مبرمجة تحت عنوان حرية الفرد، والفرد العراقي هنا هم الذين كانوا يعيشون قبل الاحتلال 20 بالمئة منهم فقط في الأحياء الفقيرة، أصبح نسبتهم حسب التقارير الموثوقة من المنظمات الدولية بعد (التحرير) بيد المحتل 53% وتم وفق نفس البرنامج المعد سلفاً لتدمير العراقتدمير 84 بالمئة من مراكز التعليم وحرق 700 مدرسة، تم التوجه إلى تدمير المجتمع العراقي بشكل يقود الى سلوك هدم القيم االاجتماعية بمختلف أشكالها بأتجاه إيصالها إلى تفكيك بنيانها وكسر كل أطوارها المرتبطة بالأصالة، أن الاسلوب الأمريكى في تفكيك التماسك الاجتماعي وزرع عدم ثقة بين مكونات المجتمع العراقي وممارسة هذه الجريمة تحت عناوين براقة كحرية الفرد واختياره لطريقة حياته وألخ من هذه العناوين المخدرة لافراد المجتمع الذي عانى من ويلات الحرب وقساوة الحصار خلق وضعاً من الصعب السيطرة عليه وسيعانى منه العراقيين لوقت طويل، ان الإعلان في الصحف العراقية بأن مدينة كربلاء المقدسة اكثر الاماكن المنتشر فيها تجارة المخدرات و ظهور ظاهرة الإنحراف بين الشباب في بغداد بدءت من مدينة الكاظمية كدليل ان عملية تحطيم القيم الاجتماعية في هذا البلد وراءها قوة منظمة، ولا يستغرب عقلاء القوم إذا ظهرت بعد عشرات من السنين وثيقة تروى كيف ان المسؤولين الامريكين ضمن قوى الاحتلال وراء هذه الظواهر وكانت مهتمة بها أكثر من اهتمامها الكاذب بمحاربة المد الإيرانى واخطر ظاهرة من أفرازات الاحتلالأن السياسيين في العراق لا يعارضون بعضهم من منطلق الإنتماء للعراق والتوجه نحو إعادة بنائه بعد ان دمره المحتل، بل من منطلق تبادل التهم بعضهم لبعضولاترى (عاقلا) بينهم يتحدث عن ظاهرة توزيع الولاءات للدول الراعية خارج الحدود، وهم يعرفون ان امريكا مرتاحة لهذه الظاهرة والعكس ليس صحيحاًلذلك ان الطريق الوحيد لانقاذ مايمكن انقاذه في العراق هو دعم كل جهد خير منطلق من الروح الوطنية الصادقة يهدف اعادة بناء دولة العراق بالارادة العراقية الحقيقيةفهي الطريق الوحيد وليس عتاب المحتل الذي يتوجه الى خلق مزيد من الدمار في العراق والمنطقة .