علي كريم خضير


لقد ظهر على فضائية الشرقية يوم الجمعة المصادف4/9/2020 وفي حقيبة نشرة الأخبار المسائية الرئيسة حوار هاتفي بين السيد قائمقام القضاء وبين السيد مقدم النشرة الأخبارية. إذ تناول الحوار موضوعا يتعلق بتواجد البي كه كه ( حزب العمال الكردستاني) غير المشروع على الأراضي العراقية. وقد أعترف قائمقام القضاء بعدم السيطرة على هذه المليشيات المسلحة. بل انها تفرض نفوذها بالقوة على القضاء بالكامل.

عوائل نازحة

وتمنع العوائل النازحة من القضاء بالعودة. كما أنه- وكالعادة- ألقى باللائمة على الحكومة المركزية في عدم إتخاذ الإجراءات الحازمة في مواجهة هذا الخطر المسلح.

والسؤال الذي يطرح نفسه الآن، اذا كانت المعطيات الحقيقية على الأرض تنبيك، أنك أيها القائممقام غير قادر على بسط مسؤوليتك على القضاء، و لا تستطيع من تنفيذ واجباتك بشكل يحقق الرضا والقبول. إذن، لماذا أنت باق لتحمل صفة هذه المسؤولية؟ أما كان الأجدر بك، وأنت سياسي معروف في الحزب الكردستاني. وقد تشرفت بتمثيل الحزب تحت قبة البرلمان أعواماً طويلة، وبصفتك عراقي مخلص ان تقدم استقالتك فورا من مسؤولية مدينة لا تحكمها أرضا، ولا سماء. وعند ذاك سوف يشار لك بالبنان، وستكون أنموذجا للمسؤول المثالي الذي يعطي المنصب، والجانب المعنوي الشخصي حقه المشروع. وفي هذا الحال، يحق لك ان تواجه الحكومة المركزية بما شئت من توجيه اللوم، والعتب لأنك قد أديت رسالتك الوطنية باستحقاق تام، ورميت الكرة في ملعب غيرك، ولا تثريب عليك في ذلك.

صفة شرعية

أما أنك اليوم في هذا المنصب، وتحمل الصفة الشرعية. وترمي باخفاقاتك واخفاقات حزبك على الآخرين، ، فهذا من قبيل الاسفاف، و التندر أخي الكريم !، لاسيما وأنك في مقدمة الذين كانوا يعارضون تواجد القوات العسكرية العراقية على أرض سنجار، ولك في ذلك صولات وجولات في أروقة البرلمان العراقي، وأمام شاشات القنوات الفضائية، وأنت تعترض وبشدة على تواجد مقر قيادة عمليات الجزيرة والبادية في المنطقة. وكنت أرى فيك، وانت تظهر على شاشة التلفاز، كأنك محارب من المحاربين القدامى ممن قرأنا وسمعنا عنهم في الحربين العالميتين أبان القرن الماضي. إذ أن فرائصك أخذت ترتعد من أعلى هامتك إلى أخمص قدميك، حتى يخيل للناظر أن كردستان قد أستبيحت بجيش جرار من دولة أجنبية ما !. لكنني صدمت اليوم وأنت تتحدث عن هوية سنجار المختطفة من ثلة من الغرباء بدم بارد. وتنعتها مرة بأنها جزء لا يتجزء من محافظة نينوى، أو أنها جزء من أرض العراق الواحد، وتستنجد الآخرين لنصرتها. واذا كانت هذه هي الحقيقة، فلماذا انتفضت ثائرا قبلا على جيش عراقي يريد ان يحط رجاله في أرض عراقية، وهو يضع في أولوياته حماية أرض الوطن من خلال التأشير على النقاط الرخوة فيها، وفرض هيبة الدولة عليها؟!، ولاتنسى أيها السياسي الأريب أنك اتهمت قائد العمليات حينها بأنه كاد ان يشعل المنطقة بحرب مع دولة أخرى. وأنت تعلم قبل غيرك بأن هذه الدولة تلتقي استراتيجيتها في مكافحة الارهاب مع استراتيجية العراق. وان هذا الاتهام هو محض افتراء لا غير. وأعتقد سيدي الكريم ان كنانتكم فيها من السهام مايكفي للمنازلة، وتقويض سطوة هذه الشرذمة، وقديما أطلق المتنبي حكمته الذائعة الصيت قائلا:

لولا المنية ساد الناس كلهم

الجود يفقر، والإقدام قتال.