د. فاتح عبدالسلام
انتفاضة العراقيين ضد الفساد لم تذهب سدى بالرغم من ان قطرة واحدة من دم شهيد عراقي أكثر قيمة من الرؤوس الفاسدة التي ستتهاوى لامحالة، بعد ان قرنت بين الايغال في دماء الناس ونهب أموال البلد. ايام قليلة تفصلنا عن ذكرى مرور سنة واحدة على انتفاضة شعبية كبيرة خلّدتها اسماء الشهداء وذلك الثبات في الساحات والميادين بكل سلمية احتجاجاً على قهر دام سنوات طويلة، يكاد جيل كامل يدفع الثمن الغالي، في حين انّ عناوين طبقة الفاسدين في السياسة والمال كانت تكبر يوما بعد آخر. لا يمكن أن تستمر الاوضاع في هذا الانفلات والتجاوز على القيمة الوطنية
العليا لاسم العراق بلداً له تاريخ مشرف صنعته أجيال متفانية، كانت خدماتها العلمية والمعرفية والاقتصادية والقيمية تفيض على ما حولها من بلاد العرب والمسلمين، في نموذج متقدم عليهم.
العراقيون هم ذات ذلك الشعب المعطاء، لكن مروا في فترة مظلمة قاسية ولابدّ أنهم سيخرجون منها أقوى، لأنّ الوعي، ازداد إزاء المخاطر المحدقة، في الوقاية المجتمع من تكرار المآسي بكل أنواعها من الارهاب الى الفساد والتزوير.
ستكون اية معركة ضد الفساد صعبة في بدايتها لكن في النهاية اذا رفعت الاغطية السياسية الثقيلة، فإنّ الوطن قد يصفو جبينه مما علق به من أدران .
هذا هو الوقت الذي يجب ان تفعل فيه القوانين التي تنتصر لحقوق الناس والبلاد ، وهي مسؤولية تاريخية كبرى تقع على عاتق القضاء العراقي، والجميع سيكون امام متابعة العراقيين الذين ماعادوا يرزخون تحت الشعارات المخدرة التي أفادت من وضع نفسي قلق مرَّ به البلد لتبسط هيمنتها على كُل شيء .
المعركة في بدايتها ضد الفساد، لكن نهايتها تلوح في الافق.
0 تعليقات
إرسال تعليق