شعر"كه زال ابراهيم خدر

ترجمة : عبدالكريم شيخاني


هل انا وحدي أكره الخبز

ام أنكم مثلي تحلمون

فزعون كأحلام عيني زوجة شهيد

مثيرة الأحاسيس والمشاعر الملونة 


من منكم يمتص ظل هذه الألام

التي تحط على محيا

هذه المرأة الحالمة

ذات صباح وهي وحيدة ،

تقوم بعصر أناملها ،

لقاء قبلتين من شفتيها ،

تبتاع قرص خبز واحد

تمسح ألم القبلتين

في انفاس رضيعها


لست أنا الوحيدة

التي انتقم من الخبز

إنكم مثلي أيضا ،

في تلك الأوقات

التي تمرون خلالها بشوارع السوق


تشكيلي لوحة أي فنان 

تهزك من ألأعماق مثل صورة 

قرص خبز ذاك الذي بيد تلك الصبية

في الشارع وهي محمرة الخدين

خجلا مثل حلق جاف وجائع

لعجوز في الزقاق

وصدر محروق 

لامرأة في حر الهاجرة

تبكيك مثل يدين مرفوعتين لمسجد 


منذ الطفولة علموني 

على أن أكره الخبز ،

حين كانت أمي

تبقيني كالحارسة أمام البرغل

المنشور على السطح الى المساء

تحت اشعة شمس الصيف الحارقة 


حين كان والدي

يقايض كل عقله مع عقل عصفور

ويصنع فزاعه لتخيف العصافير

كانت العصافير تحط على رجل وكتف ورقبة الفزاعة

لم تكن تضحك على عقل والدي فقط؟

بل كانت تستهزئ بجميع الفلاحين ؟ 


أنتم أيضا على الخبز

بأم عيني رأيت في الأيام السوداء الحالكة

كيف سقطت مشاعر النساء الحسناوات ،

الجميلات على غبار أحذية الجلادين 

هذة صورة فتاة خطيبها مؤنفل

وتلك لأم شهيد

أصبحتا تمثالا أمام أحد المساجد 


أخبروني ،كيف لا أكره الخبز

اذا كنت قد رأيت على صخور

ونواعم عشب ساتر

ثلاثة جداول من الدم الأحمر القاني

وهي ذات أريج واحد ولون واحد


بلوحة أوكل أحد المصورين روحه 

حين شاهد نسرا في غابة منتظرا

احتضار طفل ،

وهو يلفظ أخر أنفاس حياته

ليشبع معدته الجائعة 

من جسد هذا الملاك الرقيق والمقدس

نعم بغيظ ذلك المصور قد مات