الدكتور عبد الغني اليوزبكي


السائر على غير الطريق لا تزيده كثرة السير الا بعدا
قد يفقد الانسان بصره ويكون بذلك قد فقد نافذة من نوافذ المعرفة فهل هذا يعني أنه فقد القدرة بالتشخيص والتمييز والمعرفة؟؟؟
 الجواب كلا
الانسان لا يعتمد على البصر وحده بل هنالك نور أخر يمكننا من كشف الظلمة العقلية وهذا النور هو (البصيرة).
فان فقدنا البصر فقد فقدنا حاسة من الحواس، أما فقدان البصيرة فهذا معناه أرتباك الميازين والقرار والعقلانية والقدرة على السير لتحقيق هدف معين بإدراك وأراده مع احتساب معايير النجاح والفشل
ونحن في العراق العزيز وعبر مسيرة السنين منذ 2003 - 2020 نری الصورة البشعة أمامنا بأبعادها الثلاثة هل فقدنا البصيرة؟؟ هل أضعنا
الهدف؟؟ هل فقدنا معالم الوطنية؟؟ هل نسينا وصايا الله؟؟
الجميع يتكلمون في ندوات وحوارات فارغة والشعب العراقي لايرى عملاً واحداً يسميه ( أنجازاً ) ... صورة مظلمة ليس فيها نقطة أمل واحدة بل كل ما نراه يبشر بالشر وأيام سوداء أتية .
لقد عدنا الى الوراء وأحتلينا ذيول القوائم العالمية بالسوء وأصبحنا بأسفل السافلين وأصبحت بغداد أسوء مدينة للعيش والأقل أمنا على المستوى العالمي وسقط التعليم وسقطت الخدمات الصحية وتمزق الشعب وهجر من وطنه بالداخل والخارج وأصبح العراق غارقا بالديون بعد أن دمر وجود شعبه
ونسيجه وثلاثة أجيال لاحقة
المصيبة الكبرى أن الكل اعترفوا بالفشل ولكنهم لازالوا متمسكين بالواقع المر واستمراره ولا أمل بان يعودوا إلى الله ويستغفرونه ويعترفوا بعدم قدرتهم على معالجة الخراب والتدمير الذي صنعوه بأيديهم.
وفي الخاتمة لابد أن تدركوا أن هنالك شيئا أسمه ((التاريخ)) ماذا سيقول
وماذا سيكتب لأجيال لاحقة
1- هل سيقول انكم فقدتم البصيرة ولم تدركوا ما أنتم فاعلين؟؟
2- أم سيقول إنكم فعلتم هذا الاغراض شخصية ونفعية؟؟؟
3- أم سيقول انكم مدركين ومتأكدين ان ما حصل هو الهدف الذي جئتم من
أجله؟؟؟