محمد حمزة الجبوري


ارتبطت حياة العراقيين بأحزان متناسلة ومأس متعاقبة لم تمر سنة إلا وحملت في طياتها  ألما عميقا يضاف إلى سلسلة العذابات التي مني بها العراقيون على مختلف ألوانهم، كان السوط الأوجع الذي ضرب به هؤلاء المعذبين "اللون" ،ما سمح بتفكك بعض الألوان وخروجها عن النسق الموحد  ،الحل ليس بيد الرؤساء المتخبون كما يتصور الكثير ولا بطبقة سياسية أو مكون ما أو جهة أو دولة الحل يكمن في "الداخل" ، إذا استطاع العراقيون الإيمان بأنفسهم وقدراتهم على ممارسة الضغط المسؤول على مراكز القرار بأساليب حضارية واعية وعرف الجميع حقوقه وواجباته بعيدا عن السلوكيات المتباينة وتجرد من الأنا والمصالح الضيقة وأرتفعت لديه مناسيب الإدراك والوعي وأستيقظ من سباته الفكري وتخلص من الأوهام التي صنعها له الأعداء حينها سيكون "مهاتميا" صانعا لمجده المنشود ،كما ينبغي على الفرد العراقي "المسؤول " المؤمن بأهمية وطنه أن يحدد الأهداف المستقبلية دون الذهاب إلى ماض متناقض لم يعشه ، طي الصفحات الماضوية المظلمة والإستفادة من النفحات الإيجابية الحاضرة والعمل بواقعية وتفريق المفاهيم ووضع الأمور في نصابها أعتقد أنها من مكملات "النهضة" المرتجاة ، كذلك المحافظة على التوازنات في الحياة والوقوف برهة مع النفس بشكل دوري سينقل الفرد وبالتالي المجتمع إلى مصاف النجاح والتميز والألق الحضاري ، عندها ستبنى الأوطان وترتقي الأمم ، مشكلتنا أننا دائماً نبحث عن الحلول في الخارج ولم نلتفت إلى القوة النفسية المكنونة في الداخل وقدرتها على صناع التغيير، الضغط، المسائلة، الفهم، إرغام الخارج على الانصياع إلى إرادة الداخل، (المستبدون) على طول التاريخ  كما يصفهم الشيخ عبد الرحمن الكواكبي " بأنهم أكثر الحكام جبنا في العالملم تصنعهم وتبني أركان قلاعهم الحصينة إلا النفوس الواهنة ..الإرادات المتكاسلة، إذن على الإنسان المتحضر أن يغير أفكاره ويصححها ويجيد إستخدامها  ويحسن قدراته الذاتية وينمي مهاراته ويستثمر أوقاته بشكل أمثل سليم  لينتقل إلى مرحلة نهضوية تعيد له الروح   ليتمكن من صناعة واقع أكثر إشراق وتحضر.