الباشا صادق سعدون البهادلي


قال تعالى في محكم كتابه(كلو من طيبات مارزقناكم) البقرة٥٧ لم يختصر القرآن على تحريم الخبائث بل ذهب أيضا إلى توجيه الناس إلى الأغذيه التي تنفع أبدانهم وصحتهم وعمل على تنظيم الغذاء الحلال..وحتى ندرك ما في أسلوب القرآن من منطق علمي وفكر علمي فلنقارن توجيهاته مع بعض ما جاء في الديانات الأخرى فالبوذيه تحرم على معتنقها اكل اللحوم على الاطلاق والهندوكيه تحرم لحم البقر بسبب تقديسها وهناك بعض الديانات التي تأمر بالصوم عن اكل لحوم الحيوانات ومنتجاتها(كالبيض والحليب والجبن ) لمدة أربعون يوما أو تسعون يوما كل عام وشعوب الصين واليابان تسمى بالشعوب النباتية لأنها تعتمد في غذائها على النباتات اساسا.كما ذكر في محكم كتابه الكريم( يسألونك ماذا احل لهم قل احل لكم الطيبات وماعلمتم من الجوارح مكلبين تعلمونهن مماعلمكم فكلوا مما امسكن عليكم واذكروا اسم الله عليه واتقوا الله ان الله سريع الحساب ) المائدة ٤وبهذه النظره الواقعيه يحلل القرآن للناس أنواع الطعام التي تستسيغها اذواقهم وفيها فائده لأجسامهم ولنفوسهم ولاتلحق بهم الضرر ثم لا يكتفي بذلك بل يستنكر على كل من يحاول أن يحرم زينة الله ويحرم الطيب من رزقه لما يعلمه من الضرر الذي يلحق بهم فيقول الله تعالى ( قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده هي الطيبات من الرزق قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصه يوم القيامه كذلك نفصل الآيات لقوم يعلمون ) الأعراف ٣٢ ثم يؤكد سبحانه وتعالى في هذا المعنى ويقول ( يا أيها الذين آمنوا لاتحرموا طيبات ما احل الله لكم الله ولاتعتدوا ان الله لا يحب المعتدين ) المائدة ٨٧ ولا يقتصر معنى الطيب على المنفعه الغذائية بل يتعداه ليراعي الناحيه النفسيه في الطعام فلكي يكون الطعام طيبا يجب أن يكون حلالا اذ يشعر الإنسان بنشوه خاصه وسعاده كبيره عندما ياكل من كسب يديه بعكس الحاله النفسيه الجشعه التي تسلب الناس ارزاقهم .فيقول الله تعالى ( وكلوا مما رزقكم الله حلالا طيبا واتقوا الله الذي أنتم به مؤمنون) المائدة ٨٨ ويقول في ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم(( ما اكل أحد طعاما خير من أن ياكل من عمل يده)) حقا أن أطيب ما اكل الرجال من كسبهم.