نزهت حالي


زيارة رئيس وزراء العراق السيد مصطفى الكاظمي إلى إقليم كوردستان مفتوحة على قراءات عديدة. واعتقد أن ظهور مخرجات الجوانب الإيجابية من مجيء السيد الكاظمي مرهونة بنتائج هذه الزيارة في الأسابيع أو الأشهر المقبلة، لاسيما في مجال حل المشاكل العالقة بين الجانبين.
 الشيء المهم والشغل الشاغل الآن للمواطنين هو موضوع الراتب الذي يشكل الهم الأكبر إذ يرتبط بمصائرهم وحياتهم، لذلك المواطنون لديهم كل الحق بأن يهتموا كثيرا بهذا الموضوع. على الرغم من أن العقبات كثيرة ولا توجد مؤشرات حقيقية أن تكون المعالجات أو الحلول آنية، لاسيما لو كان الجانب العراقي ليس له نية الحل السريع لحل هذه المشاكل، ربما ستبقى بعض الأمور معلقا كما هو، ومن زاوية نظرنا نجد لابد من الركون إلى الحوار والمفاوضات المستمرة بين الحكومة الاتحادية والإقليم، من أجل حل المشاكل العالقة بين الطرفين.
السيد الكاظمي رفع شعار الإصلاح وهذا الموضوع، أحبّه وأراده الشارع العراقي الذي اصبح أمالهم ورغباتهموالآن هناك الكثير من الشعب العراقي احبوا بساطته وتعامله بوصفه مختلفا عن جميع القادة الآخرين، ولكن هذا الأمر يتعلق بما يحقق الكاظمي من إصلاحات وتحسين حياة والمواطنين نحو الافضل، فإذا ما توقف هذا الزخم الإيجابي سيضعف تعاطف الناس معه بالتزامن مع ما يتحقق من منجز على أرض الواقع.
أما بشأن موقف الإقليم في المفاوضات مع الحكومة الاتحادية، فأرى انه يتطلب ذلك موقفاً متماسكاً مشتركاً لجميع الأطراف السياسية، فإذا تفرقنا وتشعبنا لا نستطيع الحصول على حقوقنا المشروعة، بل سنفقد أشياء أكثر كانت متاحة وتحت اليد
اعتقد أن حماية إقليم كردستان، وتحسين حياة المواطنين نحو الأفضل، يجب ان لا يكون مقتصرا على المؤسسات الرسمية العليا مثل رئاسة الاقليم و الحكومة والبرلمان بل انه واجب جميع الأحزاب السياسية. ليس لدينا شكاً بأن هناك أناساً مخلصون ووطنيون وعقلاء وفي جميع الأحزاب الذي يؤثرون المصلحة العامة على المصلحة الشخصية والحزبية ويعملون من أجل تقوية المؤسسات الرسمية وحماية القانون والمصالح العامة، هؤلاء يستطيعون بالعقل والحكمة والمعرفة والاخلاص ان يقدموا أعمالاً كبيرة لشعبهم.
 السياسيون والمثقفون، يجب ان يكونوا حذرين بأن لا يعطوا الفرصة لإضعاف مكانة الإقليم الدستورية في الداخل وفي العراق، الإقليم والشعب الكردستاني هم من محبي السلام والديمقراطية يستحقون مكانة أفضل، وإني على ثقة من أن الشباب والشابات المثقفين والمخلصين والوطنيين، لقادرون على أن يرفعوا من مكانة الإقليم بالعلم والمعرفة.