فاروق يوسف


تجربة فائقة الحسن تمثل إضافة نوعية مهمة للفن النسوي في البحرين الذي يمثل حدثا مؤثرا في الحياة التشكيلية هناك.

فائقة الحسن تزاوج بمرونة بين الرسم والفن المفاهيمي

البحرين بلد صغير، عاطفته أكبر منه. لذلك فإن مفاجآته الجمالية في مجال الفن كثيرة. كنت في وقت مبكر قد انتبهت إلى المكانة التي تحتلها المرأة في الحياة التشكيلية.

كانت رسوم بلقيس فخرو التجريدية تأسرني. لقد صنعت تلك الرسامة عالما غزيرا في فتوحاته البصرية. من خلالها يمكن للمرء أن يتابع مسيره في حقول صارت المرأة تؤثّثها برؤاها التي تتشبه بعالمها.

لقد سحرتني تجارب الفنانات هلا الخليفة ولبنى الأمين ونبيلة الخير ووحيدة مال الله وسمية عبدالغني بدرجات متفاوتة، غير أنني صرت في الأونة الأخيرة أنتبه إلى رسوم فائقة الحسن.

فائقة تعود إلى مرحلة ضبابية من حياتي. فهي درست في بغداد. وكانت تزور أكاديمية الفنون يوم كنت طالبا فيها. هل التقيت بها يومها؟ لا يمكنني الجزم بذلك. غير أنني التقيتها في المنامة ورأيت عددا من تجاربها الفنية في لندن. وصرت أتابعها.

ولأن فائقة تتميّز بكثرة اطلاعها على الفن العالمي، فإنها صارت تنتج أعمالا في سياق الفن المفاهيمي. الحس التجريبي الذي تميّزت به الفنانة منحها حرية التنقل بين خيارات أسلوبية متاحة. تلك ضالتها من أجل الوصول إلى نتائج جمالية خاصة بها.

فائقة تحاول ومحاولاتها تستحق الثناء. فنانة تسعى اليوم إلى المزاوجة بين الرسم والفن المفاهيمي. وهو مسعى جديد على مستوى عالمي. تستعير فائقة تقنيات قديمة تهبها طابعا حديثا من خلال الزجّ بها في مغامرة الفن المعاصر.

تجربة فائقة الحسن تمثل إضافة نوعية مهمة للفن النسوي في البحرين الذي يمثل حدثا مؤثرا في الحياة التشكيلية هناك.

أكتب عن فائقة لأنني أرغب في الثناء على جهدها، وفي الوقت نفسه فإنني أثني على تجارب الأخريات على اختلاف مستوياتهنّ في الأداء. تضعني فائقة في مواجهة الفن النسوي في البحرين باعتباره حدثا يجب التوقّف أمامه بإجلال. هناك شيء لم نره من قبل. غير أن الأهم أن هناك ما يدعونا إلى التفكير بمعنى التجريب في الفن. وما يلفت النظر أن الفنانات في البحرين يجتهدن في إظهار ميولهنّ إلى التجريب الأسلوبي والتعامل مع المواد والتقنيات الحديثة بنوع عال من الحرفة.