صباح شاكر 


المقتبسة من مسرحية بونتيلا وتابعه ماتي، كتبها في العام ١٩٤٠ الكاتب والمخرج المسرحي الألماني برتولت بريخت، وجرى تعريقها من قبل الشاعر والسنياريست العراقي صادق الصائغ وأخرجها المخرج الراحل ابراهيم جلال، شاركه العرض ممثلين كبار يكسرون حاجز الايهام ويصرون الأستاذية في التقمص والاندماج، فجمعوا بين الواقعية والتعبيرية، وأعتماد تلوين الصوت بما ينسجم وموسيقي الكلمة، كشكل من أشكال المسرح ككل ومنه المسرح الملحمي، في حين انشغل المخرج إبراهيم جلال في كيفية تحرير العقل والمنطق، ولم تكن له قاعده ثابته في الاخراج وأنصرف للأبداع والجمال في أعتماد عدة مدارس بما فيها مسرح ألامعقول، كيف لا وهو العاشق للحرية ويتفانا تفعيلها بأفكار مختلفة الاساليب، بما يلائم فكرة الطرح، ومنها أهتمامه الشديد بالملبس واللون وأدق التفاصيل، وأهتمامه الشديد بجو المسرح عموماً وبالفضاءات الواسعة، يقابل ذلك أنه اخذ من المعلم ستانسلافسكي حرفية الاندماج والتقمص لدى الممثل بما يستوجب عرضه المسرحي, وإيمانه المطلق بالطاقة التعبيرية لدى الممثل في تجسيد تكوينات جمالية وجدانية تعبيرية، تكون الأقرب للفهم وتنوب عن حوارات ودايلوكات طويلة، ولا عجب لوقلت ان أستاذنا جلال واحد من ركائزه المسرحية هو إضفاء جو السخرية والنكتة الهادفة والتي من خلالها يحرك وينعش ذهنية المتلقي في انتصار الفكرة، 

وأختصاراً للموضوع، اقول يكفينا فخراً أن مسرحية البيك والسائق مثلت العراق وفازت في أكثر من مهرجان، وتقدمت على أعرق الفرق، بما فيهم المسرح المصري واسع الصيط، وكانت قد عرضت في بغداد عام ١٩٧٤ على المسرح القومي ولي الشرف كنت واحد من جمهورها، وجسد ادوارها فنانين كبار ابتداء من يوسف العاني، وقاسم محمد، ومحسن العزاوي، وسليمة خضير، وسعاد عبدالله وخليل الرفاعي، وثلة أخرى من اساتذة وفنانين بلادي، ولا ابخس دور الأساتدة الفنيين في الأضاءة والديكور، واختيار الموسيقى، وأنتهاء بعامل الأنتاج، فالمجد للراحل الاستاذ ابراهيم جلال وكل من رحل من فنانين مسرحنا الذي يباهي ويضاهي كل مسارح العالم بالفن والألتزام، وأمنيات بعودة مسرحنا الجميل الى سابق عهده، وابارك جهود الطاقات الشابة في دائرة السينما والمسرح ،