فائزة محمد علي فدعم


عندما كنت في الصف السادس الابتدائي في مدرسة النجاة الواقعة مقابل سكة القطار وكانت المديرة انذاك هي الست بدرية ام الاستاذة نجاة . كانت صارمة جداً ولاتبتسم مطلقا وجدية بمعنى الكلمة . في ذلك الوقت كان هناك مكتبة تدعى الوعي القومي لصاحبيها صديق وشفيق تقع في مكان مخبز الخشالي حالياً وانا واخي (قاسم غناوي) مشتركون فيها في بعض مجلات الاطفال منها ( سمير وتهته وبساط الريح وميكي والسندباد ) ثم تطورت القراءة فأشتركت في مجلة حواء والكواكب والاثنين وروز اليوسف وكنت اقرأ لأمينة السعيد ونوال السعداوي ومجلات اخرى ...


احببت الكتابة والمراسلة وكان لدي جرأة وطموح كبير . فقلت اجرب حظي فأرسل الى الزعيم عبدالكريم رسالة اطلب فيها صورته الشخصية لاني كنت اسمع الجيران والاهل واكثر اهل بعقوبة يقولون ان صورته في القمر . ولكني كنت اطيل النظر في السماء ولا ارى شيئآ .


وبعد لصق الطابع عليها أرسلتها ونسيت الامر (عقل طفولة) كانت والدتي تقول (تريدين تبلينا) وبعد فترة ليست بالقليلة ارسلت مديرة المدرسة في طلبي ولكن تجمد الدم في عروقي من الخوف . طرقت الباب فسمحت لي بالدخول ولاول مرة اراها تبتسم وأخرجت مظروفاً فيه صورة للزعيم وتوقيعه مذيل تحتها ومرسل اليَّ . اعطتني اياها ومسحت على رأسي .


كلما اتذكر هذا الموقف ابكي فرحاً بسبب هذه الرسالة التي عممتها على الصفوف وهي تعلوا شفتيها الابتسامة وحين عدت الى البيت واخبرتهم بماحدث فرح والدي كثيراً واعطاني ديناران ... بقيت الصورة معي ولكن بعد الانقلاب على عبدالكريم كان اهلي بعيدين عن السياسة فذهبت انا وصديقتي ورميناها في نهر خريسان ...


مجرد فتاة بريئة لا احمل فكراً او اتجاهاً سياسياً ولكن الذي دفعني مجرد احلام في عراق الف ليلة وليلة ...