أ.د. يعرب قحطان الدُّوري


التلوث هو إضافة مادة غريبة سواء كانت صلبة، أو سائلة، أو غازية، مسبباً الضرر للحياة والمحيط فيؤثر على صحة الإنسان. للتلوث أنواع ومخاطره عديدة وكثيرة وتأريخه طويل ويبدو ما يزال يتواصل الضرر بالإنسان ومحيطه، لذا أصبح لزاماً إيجازه في الأنواع الهامة وهي تلوث الماء الذي يحدث عند إضافة مادة كيميائية مؤثرة بشكل سلبي على الكائنات الحية ، وتشتمل هذا النوع من الملوثات على المعادن كالزئبق، والرصاص، والمبيدات والأسمدة الزراعية ، والمخلفات الصناعية، والمخلفات الناتجة عن معالجة وإنتاج الأغذية ، والمخلفات الناتجة عن معالجة الصرف الصحي. بينما يكون التلوث البيئي ممثلاً بارتفاع نسبة الطاقة في النظام البيئي كالإشعاع، والحرارة، والضجيج، أو زيادة كمية المواد الدخيلة على البيئة بشكل يفقد النظام البيئي القدرة على تحليلها أو تشتيتها ، أو إعادة تدويرها لتحويلها لمواد غير ضارة ، حيث يقسم التلوث البيئي إلى تلوث التربة، وتلوث المياه، وتلوث الهواء، ممثلة بالتلوث الضوئي، والتلوث البلاستيكي، والتلوث الضوضائي. كما يظهر موقف الدول المتقدمة خصوصاً من مشكلة التلوث البيئي توجهاتها على المستويين القاري والدولي. حيث برزت دول العالم الثالث افتقارها إلى الدعم الضروري في قضايا الاستدامة وأهمها تلوث الهواء ذلك القاتل الخفي، فقد كشف تقرير لمنظمة الصحة العالمية عدد حالات الوفاة المبكرة امرتبطة بتلوث الهواء نحو 7 ملايين حالة وفاة سنوياً. بينما يبلغ عدد الوفيات في الولايات المتحدة الأمريكية فقط إلى 7500- 52000  سنوياً بسبب تعرض الناس إلى ملوثات بجزيئات صغيرة سببها محطات توليد الكهرباء. فقد أظهر مؤشر الأداء البيئي العالمي أن تلوث الهواء هو التهديد البيئي الأكبر على الصحة العامة. فقد تصدرت سويسرا المؤشر تلتها فرنسا والدنمارك ومالطا والسويد، بينما تذيلت القائمة كل من الهند وبنجلادش وبوروندي وجمهورية الكونجو الديمقراطية والنيبال. وأظهر ذات المؤشر إلى أن تلوث الهواء هو التهديد الحقيقي للصحة العامة. وقد يؤثر حقيقة على سياسة الدول. ويسعى المجتمع الدولي جدياً إلى تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وعلى أصحاب القرار السياسي في دول العالم تدراك الأمر والتغلب على معوقات الطاقة والبيئة، والتأكيد على نجاح التنمية المستدامة المعتمدة على عاملين أساسيين: النمو الاقتصادي المؤمن للموارد اللزمة للاستثمار في البنى التحتية البيئية، والإدارة الرشيدة للمشاريع عامةً والقطاع الصناعي خاصةً الملوث الحقيقي للصحة العامة والبيئة