هناء الالوسي


يتذكر ها هنا دمه

فيعد مكنسة لينظف الشارع

نفس الطرق التي حلم بها بالأمس

ولم يبقى منها الا رصيف واحد

اخوتي كانوا هنا يمشون ويهتفون

وينفضون عن هويتهم تراب الحزن

بقيت ظلال تاريخهم ...وها هنا انا باقي

لغتي ..تلك عبارة لن امحيها من لساني

انا هنا باقي ...


في قلبي جمرة حقد على كل رصاصة

سأمكث هنا في كل الجهات واختار من الفراغ امان

انا الحالم الذي اقدس الامس واليوم والتاريخ

وهم ..وهم من يرشقون .ابواب الغد الذهبي

شارعي الابيض تحول لمجرى دم

وساحتي الخضراء امست مقبرة

حرقوا خيمة سيد القوم وبعثروا اغراضي ...

فأصبحت كالعهن المنفوش

باقة من الرصاص انهالت على جسدي

كمتنفس مختنق من شرفة

شتائم تأتيني اتقبلها كمزحة من منتهك

فانا سيد القوم لن اخطأ بحق احد


لست مسافرا ها هنا انا باقي

فهمت ام لم تفهم ...فذاك شأنك

لا وظيفة لي ولا دوام ...فساحتي وظيفتي

وحنين الشوق اليها يناجي ليلي

يغادر النهار ...والليل يوقظ الموتى

وها هنا اقترب من فراشة الصبح

كي تحلق في الفضاء

وتنشر الحب في الارض والسماء