سحبان فيصل محجوب


تعد محطة توليد كهرباء المسيب الحرارية من الأعمدة الرئيسة لعمل المنظومة الكهربائية في العراق وذلك لحجم سعات وحداتها التوليدية الكبيرة حيث تبلغ الطاقة التصميمية الانتاجية لهذه المحطة ١٢٨٠ ميكاواط.

واجه المعنيون من العاملين في هيئة الكهرباء مشكلات فنية متكررة (نضوحات كبيرة ومستمرة للمياه) أصابت مرجل إحدى الوحدات العاملة، مما تسبب في توقفها وإخفاق العديد من المحاولات لتجاوزها على الرغم من الاستعانة بخبرات أجنبية متخصصة كانت تعمل داخل العراق، في حينها، وطلب العون منها في اسناد عمل ملاكات المحطة.

كلف فريق عمل فني كفوء من الملاكات الوطنية لمعالجة الأمر برئاسة أحد المهندسين من ذوي الخبرة الذي ازداد إصراره في معالجة أسباب المشكلة عندما أخبره أحد المهندسين العاملين في المحطة أن الخبراء الأجانب قالوا له (إن هذا المرجل يسكنه شيطان) بعد فشل محاولاتهم الإصلاح.

بدأ فريق العمل الوطني بالعمل وشرع بإجراء دراسة تفصيلية لجوانب المشكلة مع مراجعة الإجراءات المتخذة كافة قبل التحاقه بموقع المحطة.... في نهاية الأمر كتب لجهود هذا الفريق النجاح من خلال تشخيصه الدقيق أسباب حالة انهيار أنابيب هذا المرجل وانفجارها ومعالجته بإخراج الشيطان منه.

أجرى هذا الفريق العمليات التكميلية كافة لربط الوحدة المتوقفة لترفد المنظومة الكهربائية الوطنية بحدود ٢٥٠ ميكاواط وهي كمية مؤثرة في وقت كانت تعاني هذه المنظومة من النقصان في انتاجها للطاقة لتلبي حاجة المواطنين مع حلول موسم حمل الذروة الصيفي بداية شهر تموز من العام ٢٠٠٢.

هذه واحدة من مئات الصولات، التي خاضها رجال قطاع الكهرباء في العراق وفي ظروف استثنائية عصيبة فرضتها إجراءات الحصار الاقتصادي المشؤوم، فكان لابد ان يحتل الخيار الوطني دوره الفاعل في حسمها.

مهندس استشاري