بقلم . سربست آغا باجلان


العشيره هي مجموعه من الناس تجمعهم قرابه ونسب فعلي حتی لو كانت تفاصیل النسب غير معروفه، قد يتم تجمع ٲعضاء العشيره حول العضو المؤسس ٲو السلف الٲول. وقد تكون الروابط القائمه علی القرابه الرمزیه، حیث تتشارك العشيره في سلف مشترك محدد الذي يعتبر رمزاً لوحده. العشيره. ویعرف العالم الاجتماعي الفرنسي (دوركایهم) العشيره بانها مجتمع تتعدد فيه الزمر الاجتماعیه ولكنه لايزال يحتفظ بوحدته وتجانسه وعدم قبوله للٲنقسام الی عده مجتمعات یتمایز علی الرغم من انها تتكون من الٲسر الصغيره التي لا تكون اقساماً سیاسیه متمایزه.

1- الدين: هو ما يتديّن به البشر، ويدين به من اعتقاد وسلوك؛ بمعنى آخر، هو طاعة المرء والتزامه لما يعتنقه من فكر ومبادئ.

ٲ- العشيره في الدين:

- العشيره في الدين: قال مولانا الرب في علاه (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ). ٲي بمعنی ٳنا ٲنشٲناكم من ماء ذكر وماء ٲنثی من النساء، وجعلناكم متناسبین فبعضكم يناسب بعضاً نسباً بعیداً وبعضكم يناسب بعضا نسباً قریبا. والشعوب الجُماع والجمهور، لیعرف بعضكم بعضا في النسب والقرابه، ٳن ٲكرمكم ٲیها الناس عند ربكم اسعدكم ٲتقاء.

- ( قُلْ إِن كَانَ ءَابَآؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَٰنُكُمْ وَأَزْوَٰجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَٰلٌ ٱقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَٰرَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَٰكِنُ تَرْضَوْنَهَآ أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ وَجِهَادٍۢ فِى سَبِيلِهِۦ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّىٰ يَأْتِىَ ٱللَّهُ بِأَمْرِهِۦ ۗ وَٱللَّهُ لَا يَهْدِى ٱلْقَوْمَ ٱلْفَٰسِقِينَ). لا شك ٲن الاسلام ٲعطی ٲهمیه ومكانه كبیره للعشيره، ووصی علی ایصال صله الرحم فيما بینهم وتٲدیه بدون تقصیر، ورفض كل المفاهيم السلبیه التي كانت تتعارض مع ٲوامر ووصایا الدین الحنيف والقيم الٲنسانیه.

- القرابه في الدین قال تعالی: (وأنذر عشيرتك الأقربين). القرابه لها شٲن كبیر ودور عظیم لهذا قال الله ٲمراً رسوله الكریم ٲن ينذر الٲقربین (الٲدنین) ٳلیه.

- الفصیله في الدین (وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ). الفصیله ٲي القبیله وذكرها الله بالٲیواء والملاذ الٲمن بالحیاه بشكل الغير مباشر، وتفسیرها هي بمعنی اذا كانت القبیله تساند وتٲوي افرادها لا ٲحد يجرؤ ٲن يحاول ٳيذائهم ٲو التحرش بهم، وعندما یكونون متكاملین ومتحابین یصبحون ٲكثر قوه وذا عزيمه. والعكس صحیح.

لقد ٲوجد الله الشعوب والقبائل للتعارف والتٲلف بین البشر لا للتنازع والخلاف، فالتفرق بین الناس والٲقتتال يضیع كلمه الشمل ومن ٲجلها تٲثر وتغضب قبائل بٲكملها. ٳن القبیله تصنع في كثير من الٲحیان نوعاً من الوحده بین ابنائها، فٳذا ٲرتقی هذا الفهم الوحدوي القبلي الی هذه الوحده القبلیه تدخل الی شيء اسمی منها هدفاً ونوعاً ٲلا وهي وحده الٲمه، وهي غایه منشوده وغایت الغایات. وقال الامام علی ابن ابي طالب:

أكرم عشيرتك، فإنهم جناحك الذى به تطير، وأصلك الذى إليه تصير، ويدك التى بها تصول.

2- الحیاه: الحیاه كلمه متعدده الٲوجه تستخدم استخدامات عديده، حسب مجال الكلام ونوعه..... فقد تدل علی مجمل الٲحداث الجاریه التي تحدث علی الٲرض وتشارك فیها كافه الكائنات الحیه. وقد تدل علی الفتره التي يحیاها كل كائن حي بین ولادته( عندما يصبح كینونه مستقله حیه) الی لحظه موته. وانقطاعه عن ٲي فعالیه حیه ملحوظه. والحیاه تدل ٲیضاً علی ٳثبات الوجود وعدميه الموت.

ٲ- الحیاه التاریخیه للعشیره: لم يكن في العصر الجاهلي حكومه مركزیه تتباهی بها، كما كان للفرس والروم حكومه مركزیه موحده. لهذا ٲُهتم الٲهتمام الشديد بالعشيره وكل عشيره كانت لها مكان خاص بها، لٲجلِ ذلك كانوا يبذلون كل الجهود لتقویه عشيرتهم وازدیاد نفوسهم حتی يروا ذا مهابه شدیده ٲمام العشائر الٲخری. وكانت مصالح الٲفراد هي مصلحه القبیله بعینها، فالمشكلات مع القبیله تقع علی عاتق جمیع ٲفرادها، وكان من الواجب علیهم ٲن يدافعوا عنها. ویستعد كل شخص للتضحیه والٳیثار. من هنا کان للحسب والنسب قیمه عند العرب كلما زاد ٲفراد قبیله زاد فخرها وعزتها. وكان رؤساء القبائل یجتازون ٲعلی القیم وكان لهم ٳتخاذ قرار في شوؤن القبیله كالحرب والسلم. وكانت رئاسه القبیله تنتقل ٳما بالوراثه ٲو من كان فیه مجموعه خصال ٲو من كان الٲكبر سنا ٲو مالاً وذات مكانه. قیل: كان يوضع علی باب بیت الرئيس علامه تدل علی رئاسهِ، وكانت كل قبیله تٲخذ علی عاتقها مسوؤلیه الرد السریع علی العدوان من القبائل الٲخری، وٳن العامل الذي یحاول تفرق القبیله وتشتتها هو الحميمه والتعصب الذي كان موجودا عند بعض افرادها. وكان هذا الفعل الشنیع مخالف ومردود للقوامیس الشرعیه ٲنذاك وحتی في زماننا الحاضر یتعارض مع الفطره السليمه للٲنسان.

ب- الحیاه الٲجتماعیه للعشيره: لابُُدَّ ٲن ننسجم ونتناسق مع عاداه وتقالید العشيره في المجتمع الذي نعیش فیه، لٲن الحیاه الٲجتماعیه بمرور الزمن تتغير ولٲجل ذلك يلزم ٲن نغير بعض الٲشیاء من تلك الناحیه. ونفهم الجیل الذي يلينا مدی ٲهميه العشيره ودورها بالماضي في حل النزاعات من دون الوصول للٲشتباكات ومع من كان له رٲي ٲخر. ويجب ٲن نعطي الحق للجیل الجديد ٲن يعترضوا احیانا ومن حقهم لٲنهم فتحوا ٲعیونهم في عالم متفتح وعصر السرعه. والتخالط والوصال الدائم مابین العشائر له دور كبیر جدا في ازدياد المحبه وبذلك تنشٲ علاقات ٲسریه وخلط جديد، وتتبادل الٲراء في المجالس وحتی من الناحیه العلمیه والنفسیه فیها استفاده جما، ومن ٲجل هذا تزوج الرسول الكريم عدد من النساء حتی یتخالط معهم ويكسب مودتهم وتصبح بینهم قربی ویكفوا عن الحرب معه، ويٲثر علیهم حتی يدخلوا في الٲسلام ويزداد الدین الجديد قوهً وعددا، ومن ٲجلِ هذا ٲعطی مكانه كبیره لٲبي سفیان، كما كانت له في السابق مكانه كبیره في الجاهلیه. وٲي مجتمع اذا كان فيه الٲعراف العشائريه نزه سائده ذلك مجتمع يحقق فیه النجاح والتقدم والتفاهم والازدهار؛ وٲما اذا همشت الٲعراف والقیم الجمالیه ولم نٲخذ بٲقوال وٲفعال الكبراء واصحاب التجربه منا ننحدر في هذه الحیاه، وتصبح لیس فيها مذاق سوی ٳعاده بامثل.

ج- الحیاه الثقافیه للعشيره: للجانب الثقافي دور مهم وفعال لتقدم العشيره الی الٲمام وفي كل شوؤن ومجالات الحیاه، وعندما تتواجد هذه الثقافه فوراً ستُحل جميع المشكلات والمواترات بطرقها الخاصه. ويجب الٲلتزام والتقید بٳحدی الحلول وفوراً نری المخرج، ومن الحلول الٲخری عدا القانون العشائري والجلسات العشائریه، ٳما ٲن تكون بالشریعه الٲسلامیه وهي خير الحلول وٲفضلها، وٳما بالقانون الوضعي. ومن الضروري جدا ٲن يكون الرئيس ٲو المتكلم الكبیر صاحب ثقافه واسعه ومتطلع بٲمور الحیاه وذات موهبه وٲن يكون بصیر بمتطلعات الحیاه. وان يحل النزعات والخلافات بما يتفق مع الواقع الذي يعیش فیه ویرعی المجتمع، ویبتعد عن الخرافات والخزعبلات الٲكذوبیه حتی بذلك ینزه قلوب المتخاصمين ولا یجعل لهم حمل الحقد والغل والكراهیه بعد ذلك وٲن يصفیهم كبیاض الثلج، وان كان المجتمع مسالماً ومتطوراً علیه الٲكثار في التجمعات فيما بینهم ٲو مع العشائر الٲخری. والمهرجانات العشائريه التي نراها في واقعنا هي خيرٗ ماتقام لٲن فیها یحیی التراث والموروث القديم ويشرح التاریخ المجید، وتزداد المحبه ويزيد التعارف، ويجب علی كل عشيره ٲن تُنشٲ لعشيرتها سنویاً خارطه ٲو سیاسه محدده للمستقبل القریب والبعید لها ويكون الغرض منها خدمهً لٲفرادها والمجتمع وكذلك للبلد، حتی تسود الثقافه والوحده والٲكثار في معرفه التاریخ والحضاره والعلم .