بقلم  ابراهيم المحجوب 


اليوم ومن قبيل المصادفة التقيت بالشيخ جاسم الگصمي ابوايمان في منطقة المجموعة الثقافية في مدينة الموصل وقد ذهبت معه لزيارة بعض اصدقائه كونه من المعروفين بمواصلة صلة الارحام. رافقنا ابناءه المهندس مامون والمهندس ايمن وابني الاستاذ عمر... 

بعدها ابلغني انه ينوي الذهاب الى مضيف الشيخ سامي العيدان احد شيوخ قبيلة اللهيب عشيرة البو فروج هذا الشيخ الجليل الذي يعتبر مضيفه في منطقة دوميز في الجانب الايسر لمدينة الموصل امتداد لمضيف اجداده في منطقة مخمور. ناحية القراج.. والذي كان ومازال لديهم اراضي زراعية شاسعة هناك رغم ان الدولة صادرت اكثر من نصفها في سبعينات القرن الماضي ولكن الجاه والحظ والبخت لايذهب معى مصادرة الأرض فبقيت عائلة العيدان العربية اللهيبية رافعةً بيارقها عاليا تمجد العادات والتقاليد العربية الاصيلة.... 

وبصراحة ومن باب الامانة التاريخية تفاجأة بشكل خاص لهذا المضيف العامر ولاستقبال صاحبه الشيخ سامي العيدان وابناءه صغيرهم وكبيرهم رياضهم ومحمدهم واخاهم الاخر احمد الذي بلغ الحلم من العمر وقبلها بلغ الحلم في العقل عندما استقبلنا في باب المضيف وهو يقول الله حيهم وكأنه يحيي تراث ابائه واجداده...وقد قرأت وشاهدت صور كثيرة لهذا المضيف نشرها الاخ الاعلامي  الموصلي ابو انس الجبوري الذي يتواصل مع الجميع دوماً..

وعند دخولنا الى المضيف وجدت الجالسين من كل القبائل العربية في محافظة نينوى.. منهم من جاء لشرب فنجان من القهوة ومنهم من جاء ليستمع الى دروس المجالس ويستفاد منها  وقسم آخر لديه مشكلة يبحث عن حلها والجميع يجلسون وانفسهم قد حلت عليها الراحة التامه ووجوه اصحاب المضيف المبتسمة ترحب وتقدم الضيافة للجميع.. 

نعم ان المشيخة وديوان الشيخ سامي العيدان اعادني الى عشرات السنوات من الماضي عندما كانت مضايف القرى والارياف عامرة باهلها والشيخ ينادي ((الگهوچي صب گهوه للضيوف))  .. 

ان فتح ديوان كبير داخل المدن ليس بالامر السهل فالمضيف بحاجة الى ارض واسعة يبنى عليها وخدمة الضيوف واجبة على مدار الساعه. وبحاجة الى اموال وتعاون بين افراد العائلة.. وهكذا وجدنا ديوان ومضيف الشيخ الاصيل سامي العيدان اخو العرجة الذي رفع علمان في مضيفه العامر علم القبيلة الكبرى علم الشهداء العلم العراقي وعلم قبيلة اللهيب اخوت العرجة... 

نعم ان الاصيل يبقى في اصالته لاتؤثر به حياة المدينة والعصرنه الحديثة ويبقى محافظ على عادات وتقاليد اهله واجداده ويفتخر بها ويبقى يتابع شؤون افراد عشيرته وتقديم يد العون والنصيحة لهم..وحل كل مشاكلهم المتعلقة بالامور العشائرية.. لقد رأيت هذا الشيخ الجليل انسان يتمتع بحس الخلق والاخلاق وصاحب مضيف بكل ماتعني وتحمل كلمة مضافة من معاني عريقة وكبيرة.. 

فهنيئا لقبيلة اللهيب بالشيخ سامي العيدان احد اعمدة القوم  وهنيئا لسامي العيدان بنسبه الاصيل بقبيلة اخوة العرجة...وادام الله الجاه لاهله وادام العز عليهم ومضيف عامر دوماً يسعى صاحبه فيه لفعل الخير واصلاح ذات البين بين الناس....وتبقى السفينة العشائرية ومضايفها مستمرة في ترحالها وربانها الشيخ سامي العيدان بين ناحية القراج. قضاء مخمور... وحي دوميز قضاء الموصل... 

واليك هذا البيت من الزهيري ايها الشيخ الجليل على حسن ضيافتك وكرم استقبالك واطياب توديعك.. 

         ♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕

مضيفك عامر بهالكرم عيدان

وحگها الناس يوم تضيف عيدان

الناس تعيد بكل عام عيدان 

وانا بنفسي واشوف العيد سامي 

بنيت جسور لاهل الطيب سامي 

يهل تسأل على اهل الكرم سامي 

تعجل لا  تمهل لابن عيدان