أ.د. يعرب قحطان الدُّوري


تعتبر فكرة إعادة البشر إلى سطح القمر رغبة وكالة الفضاء الصينية، رغبة منها بإختبار بعض التقنيات، وعمل بعض الاستكشاف، حيث تتشكل الملامح العملية لفكرة إقامة قاعدة بشرية بإرادة سياسية وعلمية. فقد أعن الصينيون في 2016 عن خطة لإقامة قاعدة على سطح القمر تضم سكان من البشر لتحقيق أهداف كإجراء أبحاث فلكية، أو اجتذاب السائحين، أو التنقيب عن المعادن وغيرها. علماً تخطط "ناسا" لإرسال رواد فضاء إلى القمر بحلول 2030، وستكون أولويتها ضمان بقاء أفراد فريقها على قيد الحياة لأطول فترة علماً أقام البشر على سطح القمر لم يتجاوز الثلاثة أيام. من المخاطر المخطط لها هو درجة الحرارة سطح القمر ما بين 127 درجةً مئوية تحت الصفر إلى 173 تحت الصفر إضافة إلى إشعاعات وجاذبية أقل تقدّر بسدس نظيرتها على الأرض. وقد دشّن المشروع رسمياً في أكتوبر/تشرين الأول عام 2019. ولذا يعمل الصينيون على تجربة حقيقية عبر كحاكاة مختبر قمري في بكين. لدراسة تجربة طويلة المدى على سطح القمر. حيث عاش المتطوعين 200 يوم في المختبر المذكور منفصلين عن العالم الخارجي، لدراسة النظام البيولوجي والنفسي للمتطوعين، ونجحوا في الاختبار. بدأت التجربة الأولى للمحاكاة حيث أجرى المتطوعون عملية معالجة التخمير الحيوي للتعامل مع المنتجات الثانوية للنفايات، لغرض زراعة المحاصيل والخضروات التجريبية. إضافة إلى مساحات مخصصة للنوم والمعيشة. حيث صممت التجارب للتعرف على العقبات التي قد تصادف هناك. وينافس الصين في فكرتهم كلا من الإتحاد الأوربي وروسيا. وبالرغمن من التجارب حول المريخ في العقود الماضية إلا أن القمر قد يكون أكبر فرصة للبشر للحياة خارج الأرض لغرض اكتساب فهم أعمق للبعثات الدراسية والفضاء. وتعتبر الأكثر إثارة للاهتمام حول إنشاء قاعدة على سطح القمر لاستخدام موارد القمر بدلًا نقل كل شيء مع رواد الفضاء خلال رحلتهم للقمر حيث هناك الكثير من إمكانية توليد الأكسجين هناك ليس لتكوين هواء للتنفس بل عنصر حيوي لإنتاج الوقود، مما يعني إمكانية إطلاق مهام أعمق في الفضاء واستخدام القمر كنقطة انطلاق. وبذلك ستكون فكرة رائدة ونافعة للمستوطنين على سطح القمر سواء للتنفس أو في إنتاج الوقود مثلا والتي تعد أمراً حيوياً لعمل قواعد مستدامة لفترات زمنية طويلة.