نضال عاشا


غادر الآلاف من العراقيين إلى بلاد الغربة وفي جميع أنحاء العالم بسبب الظروف الأمنية المتدهورة والتي يمر بها العراق في الوقت الحاضر، فأصبح ألم الفراق بين العائلة الواحدة والأقرباء والأحبة يعم على كافة العراقيين بكل قومياته وطوائفه دون استثناء، وذلك لما يتعرضون له من تهديدات وقتل وخطف يحدث على الساحة العراقية، نرى دموع الأمهات لفراق أبنائهم، وزوجات يعتصر قلبهن ألماً وحزناً لفراق ازواجهن، ويتعبهم الانتظار لفترات قد تطول ليلتقيا مرة ثانية في بلاد الغربة.  

كما أن لأوضاع العراق المتدنية تأثيراً بالغاً بإبعاد الكثير من المحبين عن بعضهم البعض وضياع كل ما رسموه لمستقبلهم، ليواجهوا حياة غريبة وناس مختلفة، وبهذا تبددت جميع أحلامهم وآمالهم لرسم الحياة الزوجية والتي عاشت معهم منذ سنوات طويلة لتأتي رياح الغدر وتقلع كل شيء جميل وتبعدهم عن بعضهم إلى ديار بعيدة غريبة عن مجتمعنا العراقي.

أن الغربة والفراق جعلت من المطربين العراقيين يتغنون بأغاني البعد والأمل بالتلاقي، فنلتمس الحزن والألم في أغانيهم وهو الغالب، ومن يستمع لها يشعر بمقدار الجرح والذي يدمي قلوب آلاف العراقيين من خلال كلماتها.

لقد بات أبناء العراق يطربوا بأغاني الفراق والحزن وتذرف الدموع حين سماعها، لأنه من النادر أن ترى عراقياً لا يملك شخصاً عزيزاً قد فارقه أو ربما يكون هو المتغرب عن بلده وأحبته وأهله وأقربائه.

إلى متى سيبقى العراقي يكتوي بنار الفراق ولوعة البعد عن الأحبة؟ متى يجف دمعنا؟ متى تعود البسمة إلى شفاه جميع العراقيين؟ ويعود كل مغترب إلى وطنه وأرضه ودياره؟ ليعيش بأمان وسلام وطمأنينة دون أن يمسه شر وتناله يد الغدر لتهدد حياته وحريته وتسلبه حقوقه .

متى سيبدأ العراقيون بالاستماع لأغاني اللقاء والفرح والسرور وترجع البسمة والسعادة والأهازيج العراقية والتي طالما سمعناها في أغانينا الجميلة؟ لكي تبدل دموع العراقيين إلى هلاهل وأفراح ومسرات... سنبقى دوماً بالانتظار ونحلم بالأمل.